عرفت أسعار عملة الأورو إنخفاضاً محسوساً في الأسابيع الأخيرة سواءً تعلق الأمر بالسوق الموازية أو البنوك ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى قلة الطلب مقارنة بالعرض إذ وحسبما إستقيناه من المختصين في تجارة هذه الأوراق النقدية أن هذه الأخيرة متوفرة في السوق بكثرة إلاّ أنّ الطلب عليها بات قليلاً مقارنة بالأيام التي خلت ، علماً أن عملة الأورو توفرت هذه الأيام في ظل دخول عدد كبير من المغتربين إلى أرض الوطن ، الأمر الذي نتج عنه تبديل الأموال وحسب مصادرنا أنه من المقترب أن تترتفع أسعار الأورو مع موسم الحج المقبل وفي ذات السياق أيضاً تجدر الإشارة إلى أن إنخفاض في أسعار الأورو يسجل خلال كل شهر رمضان تقريباً . وما تجدر الإشارة إليه أن ثمن 100 أورو بلغ في السوق الموازية 14.200 دينار جزائري بينما تراوح ثمنه خلال الأسابيع الفارطة مابين 14.300 دج و 14.500 دج هذا عن ثمن البيع أما عن سعر الشراء فقد بلغ 14.000 دج . ومن جهتها المؤسسات المصرفية (البنوك) فقد قدرت قيمة بيع أكثر من 100 أورو ب 15 ألف دينار جزائري . وللعلم أن ثمن الذهب هو الآخر شهد إنخفاضاً ملموساً في الأيام الأخيرة وهو مالقي إستحساناً كبيراً وسط المواطنين ويعود السبب في ذلك حسب بعض الصاغة إلى دخول كمية من الذهب إلى أرض الوطن . وللإشارة إن أثار إنشاء الأورو على الإقتصاد الوطني إيجابية جداً وذلك بإعتبار أن الإتحاد الأوروبي يعتبر الشريك التجاري الأول للجزائر كما أن أوروبا تعتمد في إستهلاكها من البترول والغاز الطبيعي على ماتستورده من العالم العربي بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة كما أن آلاف من الجزائريين يعيشون في أوربا وآلاف آخرين ينتقلون سنوياً للتجارة أو لأسباب أخرى ومن غير المستبعد أن يصبح النظام النقدي الدولي قائماً على منطقتين نقديتين وهما منطقة الدولار ومنطقة الأورو ويستوقف تأثير الأورو على مبادلات وسياسات الصرف للدول المعنية على إستقراره وعلى الشكل الذي ستتخذه حركة تدفق الإستثمارات أي الكيفية التي تصيغ أوروبا بها سياستها للتبادل الحر مع جاراتها في الجنوب . ونظراً لأهمية هذه العملة التي أصبحت مصدراً للرزق من ناحية أخرى وإعتبارها معدناً نفيساً من جهة أخرى يستغل بعض الأفراد إنخقاض سعر عملة الأورو ويشترونه ويصغونه في البنوك على أن يتعاملوا به بعد إنقضاء فترة إنخفاض أسعاره أو يعاودوا بيعه مرة أخرى وهو الأمر الذي يزيد في توسع رقعات السوق الموازية التي باتت تنافس البنوك في بيع وشراء العملات الصعبة . وبالتالي يبقى سوق الذهب والأورو يشكلان قطبين هامين في التجارة العالمية بالنسبة للدول المتقدمة وفيما يخص معدن الذهب لايزال الصاغة الجزائريون ينتظرون أن يتم تدعيمهم بالمادة الأولية وذلك حتى يتخلون عن التعامل بالذهب المستعمل الذي بات يشكل قلق لدى الزبون والصائغ في آن واحد .