شهد سعر الأورو بالسوق السوداء هذه الأيام، ارتفاعا بنسبة 20 بالمائة، في الوقت الذي انخفض بالبنوك الجزائرية بنسبة 6 بالمائة، حيث وصل سعر الأورو الواحد بالسوق الموازية إلى 130 دينار، أما معدل السعر بالبنك فقد انخفض إلى 100 دينار للأورو الواحد، في حين لم ينزل منذ أيام على 106 دينار. عدم تزامن موسم العمرة مع موعد دخول المغتربين رفعَ السعر اعتبر باعة العملة الصعبة "بالسكوار" بالسوق السوداء، الذين تحدثت إليهم "النهار" أن ارتفاع سعر الأورو بالسوق الموازية سببه عدم تزامن موسم العمرة مع موعد دخول المغتربين إلى أرض الوطن، حيث أفاد أحدهم أن موسم العمرة سبق فصل الصيف الوقت الذي يقوم فيه المغتربون الجزائريون بإغراق السوق الموازية بكميات كبيرة من العملة الصعبة تكفي حاجة المعتمرين، لهذا صار الطلب هذه الأيام أكثر من العرض، حسب محدثنا. وفي ذات السياق، أفاد آخر أن ارتفاع العملة خاصة الأورو يكون خلال مواسم محددة، كموسم الحج والعمرة والأشهر التي تسبق فصل الصيف، مضيفا أن الأشخاص الذين يعملون في ذلك المجال منذ مدة قاموا بشراء الكمية التي دخلت السوق عبر المغتربين الجزائريين تحسبا لموسم العمرة الذي سبق فصل الصيف، والآن تم عرضها -حسب محدثنا- بسعر مرتفع لأن الأشخاص الذين يتمسكون بالسوق -حسب محدثنا- يعلمون أن الطلب سيفوق العرض، مشيرا إلى أن السوق السوداء يحكمها بارونات يحددون السعر الذي يرونه مربحا لا يستطيع أي شخص خرقه أو خفضه. سعر العملة يخضع إلى العرض والطلب ومن جهة أخرى، أفاد مسؤول من وكالة بنك "بيانبي باريبا" بحيدرة أن سعر الأورو بالبنوك الجزائرية شهد انخفاضا بنسبة 6 بالمائة ووصل معدله إلى 100 دينار للأورو الواحد، في حين كان يقدر ب 106 دينار، موضحا أنهم يبيعون الأورو الواحد هذه الأيام ب103 دينار ويشترونه ب97 دينارا. وحول ارتفاع السعر بالسوق السوداء، قال ذات المصدر إن سعر العملة الصعبة يخضع دائما إلى العرض والطلب ونظرا لحلول موسم العمرة فقد ارتفع سعر الأورو بالسوق السوداء لأن البنك لا يمنح المعتمرين سوى مبلغا محددا لهذا يلجؤون إلى شراء مبالغ إضافية من السوق الموازية. "الكريدوك" يدفع المقاولين إلى هجرة البنوك والذهاب إلى السوق الموازية لصرف العملة في حين أرجع الخبير الاقتصادي "عبد الرحمن مبتول" سبب ارتفاع سعر الأورو بالسوق السوداء إلى الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة والمتمثلة في تجميد التحويل الحر للعملة الصعبة في التجارة الخارجية وفرض إجراءات "الكردوك" أي ما يسمى بالقرض السندي، التعامل الذي جاء من أجل الحد من تحويل العملة الصعبة في التجارة الخارجية بطريق غير قانونية وبالتحديد في مجال المعاملات والخدمات التي لا يمكن مراقبتها كمؤسسات المقاولة، حسب محدثنا الذي قال إن المقاولين على سبيل المثال هجروا البنوك بسبب ذلك الإجراء وذهبوا إلى السوق السوداء لتحويل العملة الصعبة، ونظرا إلى زيادة الطلب زاد سعر العملة بنسبة كبيرة. ومن بين الأسباب الأخرى التي رفعت سعر الأورو بالسوق السوداء الجزائرية هذه الأيام، الأزمة العالمية، حسب نظرة الخبير الاقتصادي الذي أوضح أن المهاجرين الذين يدخول أرض الوطن في السابق كانوا يدخلون معهم "الأورو" بكميات كبيرة لتحويلها بالسوق السوداء، لكن نظرا للأزمة العالمية صارت الكمية التي تدخل عن طريق هؤلاء المهاجرين أقل من الطلب لهذا يتم الرفع من سعرها.