يعد شاطئ الرأس الأبيض التابع إقليميا لبلدية عين الكرمة بوهران، من الشواطئ التي تعرف توافدا كبيرا للعائلات من مختلف ولايات الوطن، هذا الشاطئ الخلاب الذي يجمع بين جمال الطبعية وهدوء البحر وروعة جزيرة حبيباس التي تقابله مباشرة وكأنها جزءا منه وجزيرة ملتصقة به يمثل ودون منازع جوهرة بلدية عين الكرمة الساحلية. وبالمناسبة فقد قامت أمس "الجمهورية" بزيارة استطلاعية إلى هذا المكان الساحر، حيث تفاجأنا بالعديد الكبير من المصطافين الذين أبوا إلا أن يقضوا نهاية أسبوعهم فيه، حيث وحسب تقديرات أعوان الحماية المدنية، فقد بلغ عدد المصطافين أول أمس الجمعة حوالي 40 ألف مصطاف قدموا من عديد المدن الجزائرية، إذ لاحظنا ونحن نهم بالدخول إلى شاطئ "كاب بلون" انعدام أماكن لركن السيارات بسبب العدد الكبير من السياح الذي توافدوا على الشاطئ، ما دفع بالكثير من السائقين للانتظار في طوابير طويلة، علّهم يجدون فضاء يوقفون فيه مركباتهم. وقد عبر لنا العديد من الزوار الذين التقينا بهم وهم يهمون بالتوجه إلى البحر، عن ارتياحهم لتطبيق قرار مجانية شواطئ في "كاب بلون"، حيث أكدوا لنا سهر رجال الدرك الوطني المجندين في الشاطئ، بمنع الخواص من بيع تذاكر السيارات ووضع طاولاتهم وشمسياتهم، وهو ما وقفنا عليه شخصيا حيث غاب حراس الحظائر الذين كثيرا ما اشتكى منهم المصطافون، لنتوجه بعدها إلى الشاطئ، إذ لم نجد مكانا إلا وشغلته العائلات، التي جاءت منذ الصباح الباكر لتقضي سويعات في هذه المنطقة الساحلية التي تغطيها من الفوق، الغابات الكثيفة وأكد لنا بالمناسبة الكثير من المواطنين الذين تحدثنا معهم، أنهم يفضلون للترفيه عن النفس الغذاء في غابة عين الكرمة، حيث يجلبون معهم مختلف أنواع السمك كالسردين واللحم المفروم، ويشوونها في هذا المكان، بحضور أبنائهم وبناتهم الذين يلعبون تحت ظلال أشجار الصنوبر الخضراء، في ديكور فسيفسائي خلاب، لينزلوا بعد الظهيرة بسياراتهم، إلى شاطئ "كاب بلان" الذي يمتاز بطول شاطئه ورماله الذهبية وطيوره المتنوعة التي تسبح في فلك هذا الشاطئ الخلاب، هذا فضلا عن وجود بعض الصيادين الذين وجدناهم يداعبون سنارات الصيد آملين من أمواج البحر الزرقاء، أن تجود عليهم ببعض الأسماك، يعودون بها في المساء إلى بيوتهم ويتلذذون بمذاقها الحلو في جو عائلي حميمي جميل، كما وقفنا خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى "الرأس الأبيض"، انعدام أصحاب "الجات سكي"، الذين كثيرا ما تسببوا في ازعاج المصطافين وتلويث مياه البحر بالمازوت، بل وحتى إصابة الأطفال والشباب إصابات خطيرة وأحيانا قاتلة... فقط ينبغي أن نشير إلى نقطة سوداء وهي ظاهرة عامة باتت تشهدها مختلف شواطئ الوطن وحتى مدنها، إذ لاحظنا انعدام الحس المدني لدى الكثير المواطنين، الذين وبدون روح مسؤولية تجدهم يرمون أكياس بقايا الأكل وقارورات المياه والمشروبات الغازية التي يجلبونها معهم إلى الشاطئ، في منظر مؤسف ومشين يستدعي تحركا عاجلا من قبل مسؤولي بلدية عين الكرمة، للتحرك من أجل الشروع في تنظيف رمال الشاطئ وحظيرة السيارات، من هذه القاذورات حتى لا يفقد الشاطئ سحره وجماله الخلاب، أما بالنسبة للهياكل السياحية فيتوفر الشاطئ على منازل للكراء ولكنها غير كافية مقارنة بالعدد الكبير للمصطافين ، وتبقى الخدمات و المرافق السياحية ناقصة مقارنة بالمكانة التي يحتلها الشاطئ الذي يعكس مشهدا آخر من مشاهد السياحة بالساحل الوهراني و التي تستقطب آلاف المعجبين بسحر الطبيعة و جمال البحر.