تعد مدينة الملاهي المتواجدة بحي الحمري بوهران واحدة من بين أهم الفضاءات الترفيهية التي تشهد إقبالا واسعا من قبل العائلات الوهرانية لقضاء العطلة الصيفية. كانت الساعة تشير إلى الثالثة زوالا عندما دخلنا حديقة التسلية بالحمري من أجل رصد الأجواء التي كانت رائعة وسط إقبال كبير من المواطنين الذين يمضون عطلتهم الصيفية بالباهية رفقة أطفالهم وذلك إلى غاية ساعات متأخرة من المساء، حيث يصل عدد الوافدين إليها إلى أزيد من 3 آلاف زائر يوميا من وهران والولايات المجاورة على غرار مستغانم ، سيدي بلعباس و عين تموشنت حسبما أكده أحد العاملين بالحديقة باعتبار أن الفضاء يستهوي شريحة الأطفال الذين يستمتعون بركوب مختلف اللعب المتوفرة والتي تقدر ب37 آلة من مختلف الأحجام والأنواع جلها مخصصة للأطفال. خلال الجولة القصيرة التي قادتنا إلى هذا الفضاء الترفيهي لاحظنا الجو الرائع الذي صنعته العائلات، و التي افترشت العشب الطبيعي، من أجل تبادل أطراف الحديث ، جالبة معها بعض الحلويات التي تفضل العديد من ربات البيوت إحضارها من البيت ، هذا ما جاء في حديث الكثير من النسوة اللائي اخترن جنة الأحلام للترفيه عن النفس و إمتاع الأطفال بمختلف الألعاب . وفي هذا الصدد كشفت إحدى السيدات من ولاية سيدي بلعباس أنها في كل عطلة تصطحب أبناءها إلى وهران للاستمتاع بوقتهم بحديقة التسلية ، وفي نفس الوقت تستغل الفرصة لاقتناء بعض الأغراض من سوق المدينة الجديدة ، إلا أن تذكرة اللعب للكبار التي يقدر ثمنها ب 100 دج و يستعملها الشخص لمرة واحدة في لعبة واحدة مثلها مثل تذاكر الصغار و التي ثمنها النصف إضافة إلى ثمن الحظيرة المقدر ب 50 دج يستهلك ميزانية كبيرة ،خصوصا إذا كانت العائلة الواحدة تضم أكثر من شخصين، و تضيف نفس المتحدثة أن ألعاب الحديقة أصبحت قديمة جدا وهي موجودة منذ سنين طويلة ، و حبذا لو تم إضافة ألعاب جديدة من شأنها أن تضاعف في متعة المكان الذي يتوفر على الأمن ، ما يحفز العائلات على زيارة الحديقة ليلا ،خاصة تلك التي لا تملك إمكانيات التخييم أو الذهاب إلى الشاطئ . من جهتها اعتبرت إحدى السيدات التي كانت محاطة ببناتها أن حديقة التسلية بالحمري تعد من بين الفضاءات القليلة المتاحة بالمدينة، فالاختيارات حسبها ليست متوفرة لتتمكن العائلات الوهرانية البسيطة الذهاب إليها بعيدا، كما تأسفت كون ولاية بحجم وهران بكثافتها السكانية الكبيرة لا تزال تفتقد لمنتزهات يقصدها المواطن ليس خلال فصل الصيف فقط بل على مدار أشهر السنة كما هو الحال عند جيراننا بدول المغرب العربي . و الملاحظ أن توفر النقل قد حفز المواطنون على التوافد بكثرة علاوة توفر كل ما يحتاج إليه الزوار من أكل وشرب بالمحلات وقاعات الشاي، وبرغم من انعدام النظافة في بعض الأماكن من الحديقة إلا أنه تبقى مسؤولية المحافظة على هذا الفضاء والمساهمة في نظافته مسؤولية الجميع من خلال التحلي بسلوك حضاري راق كجمع بقايا الأكل بعد تناوله ووضعه في الصناديق المخصصة له ، وعدم ترك الأطفال يقطفون العشب وإتلافه وكذلك احترام العمال ومساعدتهم على أداء مهمتهم .