تستقطب الحمامات المعدنية بولاية سعيدة ، أعدادا كبيرة من الزوار من كل حدب و صوب ، فرغم حرارة الطقس إلا ّأن الكثير من المواطنين يقبلون عليها من أّجل الاستحمام و العلاج بمياهها المعدنية، ومن أبرز هذه الحمامات و أشهرها حمام عين السخونة الذي يقع على بعد 85 كلم عن مقر الولاية، والذي يتميز بالهدوء و المنظر الطبيعي الخلاب ومياهه الطبيعية الغنية بالعناصر المعدنية التي تصل درجة حرارتها إلى 50 بالمائة ،وبنسبة تدفق 8ل/ثا . تعالج مياه عين السخونة عدة أمراض كروماتيزم المفاصل والأمراض الجلدية ما جعله مقصد المرضى من مختلف الولايات . وفي هذا الصدد أكد عبد الكريم من ولاية تيارت أنه يفضل الاستحمام فيه رفقة عائلته في كل عطلة قصد العلاج والتدواي من أمراض البرد والحساسية وغيرها من الأمراض ، موضحا أنه تعافى من آلام الظهر التي لازمته منذ أمد طويل، بعد أن فشل العلاج الطبي في علاجه، كاشفا أنه اعتاد زيارة الحمام منذ 8 سنوات دون انقطاع ، أما الحاجة خيرة من ولاية غليزان ، فأكدت أن الاستحمام في حمام عين السخونة له نكهته الخاصة لتميزه عن الحمامات المعدنية الأخرى بالهدوء والمناظر الطبيعة الخلابة، ويتوفر على أماكن للراحة التي تبعث على الطمأنينة و راحة البال ،كما تتميز عين السخونة بمناظر طبيعية ساحرة وسط عدد كبير من الحقول والبساتين الخضراء، بالإضافة إلى الغابات الكثيفة التي تغطي المرتفعات المحيطة بها ، فضلا عن هوائها العليل ومياهها الطبيعية العلاجية وجاذبية التنوع البيولوجي، أبرزها انتشار العيون الباردة في المنطقة وتنوع الطيور النادرة و الحيوانات ، كما توجد بها أحواض لتربية الأسماك المفيدة للعلاج والمتمثلة في سمك «تيلابيا» ذو الخصائص العلاجية، لاسيما الأمراض الجلدية ، حيث يعد من أهم الاكتشافات النادرة في الطب السياحي، حيث يدخل الزائر إلى الحوض الذي يحتوي على هذا النوع من السمك ليقوم هذا الأخير بمهاجمة المرض، وحسب سكان المنطقة فإن هذا النوع من الأسماك لا يتواجد إلا في منطقتين عين السخونة والثانية في تركيا، كما توجد في المنطقة بحيرة بالقرب من الحمام، وهي البحيرة الذي تصنع فرحة الشباب خلال هذه الأيام الحارة، فضلا عن تواجد زاوية عين السخونة قطب علمي وحضاري هام يقصدها طالبو العلم وحفظة القرآن الكريم ،ويعد الحمام الموجود في منطقة رطبة مصنفة عالميا من بين الحمامات الأكثر شهرة بالجهة الغربية للبلاد .