رغم أن مديرية الموارد المائية لمستغانم أكدت على أن التغطية بشبكة المياه الصالحة للشرب بلغت نسبة متقدمة و قاربت 100 في المائة بكامل إقليم الولاية ، إلا أن الواقع يبين أن العديد من المواطنين و خاصة بالدواوير يعانون عطشا شديدا شتاء و صيفا . حيث تئن العائلات تحت وطأة نقص مياه الشروب التي تعد هاجسها الأكبر بالنظر إلى حجم المعاناة التي يتكبدها هؤلاء من اجل جلب هذا المورد الحيوي ، سواء بالطرق التقليدية أو عن طريق شراء مياه الصهاريج بمبالغ باهضة . فمثلا قرى بلدية خير الدين على غرار علاوشة و سونابرية و خلايفية و غيرها لا تزال لحد الآن تشكو من العطش بل أن أمورهم ازدادت تعقيدا مع حلول فصل الصيف أين يكون الماء المطلب رقم واحد في مثل هذه المناطق ، حيث يضطر سكان تلك القرى إلى البحث عن المياه في الآبار و الوديان على وقع ظروف جوية صعبة للغاية و الأمر سيان بالنسبة لدواوير الصور و سيدي بلعطار التي تشكو من عدم إيصالها بشبكة المياه الصالحة للشرب . في حين ترى مديرية الموارد المائية أن من أصل 540 دوار يوجد بإقليم الولاية ، استفاد لحد الآن 520 منهم من الربط بشبكة المياه و ما تبقى فان العملية ستشملهم على أن يدخل الماء بيوتهم قبل نهاية السنة الجارية . أما بالبلديات و الدوائر ، فان هذا المشكل لم يعد مطروحا في السنوات الأخيرة بفعل المشاريع المائية الضخمة التي استفادت منها الولاية ما جعل كل البلديات تحظى بالمياه 24 سا على 24 سا بمعدل 200 لتر يوميا للفرد ، غير انه تبقى معضلة الانقطاعات بين الفينة و الأخرى هي العامل الذي ينغص على السكان معيشتهم خصوصا في هذا الصيف ، أين سجلت بعض بلديات مستغانم كمزغران ، عين النويصي ، حاسي ماماش ، الحسيان .. انقطاعات ظرفية لمياه الشرب عبر الحنفيات و أحيانا كانت تدوم لساعات و ذلك بسبب تعطلّات في المضخات نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بفعل الاستهلاك الواسع . و في حديث مع بعض السكان بمستغانم ، فقد اجمعوا على أن التزود بمياه الشرب لم يعد مطروحا كذي قبل و لو أن الانقطاعات تتكرر كثيرا إلا أن المشكل الذي يعانون منه هو عدم صلاحية مياه الحنفيات للشرب ، حيث اتفق الجميع على أنهم يستعملونها في أمور أخرى كالغسل و الاستحمام ما عدا الشرب لمذاقها غير العذب و هم لا يتوانون في شراء المياه المعبأة في الأكياس البلاستيكية طيلة السنة في غياب محلات لبيع المياه الصالحة للشرب بكل ولاية مستغانم .