لقد تم تشييع جثامين شهيدي الأمن الوطني المرحومين علواوي بولنوار والطيب عيساوي اللذين تصديا لهجوم إرهابي استهدف يوم الخميس مبنى مديرية الأمن الولائي بتيارت، تم تشييعهما بكل مراسم التشريفات التي تليق بتضحيتيهما , بمقبرة بلدية الناظورة بدائرة مهدية بولاية تيارت , مودعين من طرف أهلهم و ذويهم و جموع المواطنين و في حضور وزير الداخلية نور الدين بدوي و المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل و المدير العام للحماية المدنية مصطفى الهبيري و ممثلي السلطات المحلية. و الكل ابتهل إلى الله جلت قدرته بأن يتقبلهما في جنته و يجزيهما عن جميع الجزائريين و الجزائريات أحسن الجزاء , لما جادا به من دمائهما الزكية فداء للوطن و دفاعا عن حماه و حفاظا على أمنه و استقراره . و هي كلها غايات نبيلة لا يضطلع بها إلا النبلاء , وهل هناك أنبل من شهداء الواجب الوطني, في زمن أضحت خيانة الأوطان موضة العصر, من طرف جماعات تعددت راياتها, و توحدت بسواد قلوب أفرادها ألوانها, و اتخذت من الظلم دستورا و ميثاقا, و من الإجرام و التقتيل شرعة ومنهاجا؟ لقد علمتنا مآسي العشرية السوداء, ألا نَهِنَ و لا نحزن و نحن الأعلون بإذن الله , لأننا أصحاب حق , و دعاة سلم ومصالحة , و مدافعون عن أمن و أمان الوطن و المواطنين. لقد زادتنا جرائم تلك الفترة الدامية يقينا, بأن الدماء التي سفكت , و الأرواح التي أزهقت و الأجساد التي مزقت ظلما و عدوانا, لا تذهب هدرا, و خالق الضحايا و قاتليهم فوق الجميع يسمع و يرى, و هو العدل الحكم , الذي حرم الظلم على نفسه و على خلقه. و لذا نحتسب الشرطيين اللذين اغتيلا غدرا, و هما في ريعان الشباب, بولاية تيارت في اعتداء إرهابي , نحتسبهما شهداء عند ربهم , و نَكِلُ أمر المجرمين إلى أحكم الحاكمين, بتوفيق أجهزة أمننا إلى كف شرهم عن البلاد و العباد. نعترف بعجزنا عن إيجاد أسلوب المواساة الأنسب لأهل الشهيدين و ذويهما , للتخفيف عنهم هول المصيبة التي ألمت بهم عشية عيد الأضحى, سوى تذكيرهم بأنه كلما عظم المصاب ,عظم أجر الصبر عليه, فليكن صبرهم على قدر تضحيات من فقدوهم من فلذات أكبادهم, و ليكن عزاؤهم و عزاؤنا فيهما ,أنهما ارتقيا شهيدين في أعظم يوم عند الله, يوم عرفة , فنعمت التضحية و بوركت الشهادة و رحم الله كل شهداء الجزائر, و عجل بشفاء الجريح . أما الذين تساءلوا عن اختيار هذا التوقيت للاعتداء, فنقول لهم : لو كان للإرهاب قلب لاهتدى إلي طريق الحب , و لو كان له عقل لاهتدى إلى طريق الحق و لكان كفانا بذلك شره ,و لاسفاد من خير الخيرين في هذه البلاد ...