ترجي مستغانم أعرق وأكبر الأندية الرياضية بالولاية ، تأسس سنة 1940 من شباب كانوا منضوين تحت راية الحركة الوطنية على غرار لعرج برياطي ، بولنوار ، بن صابر ، مادوني ، الحاج "باريزيان" ... ، التسمية لم تكون عفوية أو ارتجالية وإنما هي دلالة لأبعاد وطنية وسياسية ، "الترجي" بمعنى التمني في أن تصبح الجرائر حرة مستقلة من قبضة الإستعمار البغيض الذي احتل المدينة في سنة 1833 لعبة كرة القدم دخلت بمستغانم بسرعة البرق. حيث عرفت رواجا كبيرا خاصة في أواسط أبناء الأحياء الشعبية على غرار السويقة ، تيجديت ، أعالي حي مونبليلزير ، ريزانفيل ، البلاطو وغيرها من الأحياء ، المعمرون هم الذين أدخلوا هذه اللعبة إلى مدينة مستغانم مع مطلع القرن العشرين وهذا بعدما بدأت عرفت اتساعا وامتدادا في البلدان الأوربية وأمريكا اللاتينية ، بداية الأمر ظهرت ثلاثة فرق ، فريقين متشكلين عموما إلا من أبناء المعمرين بمختلف أطيافهم "فرنسيين ، إيطاليين ، إسبان ، ألمان ، نمساويين .... أول فريق تأسس بمستغانم هو نادي S.C.M I (الحلم الرياضي لفريق مستغانم) ، مباشرة بعد ذلك ظهرت الفرقة الثانية J.S.S.C (الشباب الرياضي لسان شارل) وهذا في سنة 1916 ، للتذكير كان من بين الفرق الأوربية شباب جزائريين لكنهم قلة ، الفريق المسلم الوحيد الذي برز خلال هذه الفترة هو "الفريق الرياضي المستغانمي / C.S.M" الذي تأسس خلال الموسم الرياضي 1927/1928 ، الفريق الرياضي المستغانمي بقي ينافس الفرق الأوربية إلى غاية استرجاع الجزائر سيادتها ، باستثناء تلك الفترة التي طلبت فيها جبهة التحرير الوطني من النوادي توقيف نشاطها الرياضية تضامنها مع الثورة التحريرية واحتجاجا على ممارسات التعذيب التي كانت تعتمدها الإدارة الإستعمارية في حق المجاهدين ، بعد نيل الجزائر سيادتها عادت فرقة الترجي المستغانمي إلى الملاعب ، ومن أبرز ما سجل هذا النادي في تاريخه الرياضي مشاركته في نهائيين لكأسين للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ، النهائي الأول احتضنه ملعب العناصر بالجزائر العاصمة ، لعب الترجي هذا النهائي خلال الموسم الرياضي (1962/1963) أمام نادي وفاق سطيف ، هذه المباراة لعبت لمرتين ، حيث تعادل الفريقان في المباراة الأولى 1/1 ولما أعيد اللقاء بتاريخ 24 أفريل 1962 تمكن السطايفيون الفوز بالمباراة بعد تسجيل اللاعبين كوسيم في د 33 و ماتام في د 88 هدفي المقابلة دون أن يتمكن الترجي الوصول إلى شباك الحارس فرشيشي . بعد سنتين من هذا الإخفاق نجح أبناء المدرب ماعوش محمد بلوغ مجددا نهائي كأس الجمهورية في موسمه الرياضي (1964/1965) ، حيث كانت الكتيبة المستغانمية تملك لاعبين من الطراز النادر على غرار ماعوش محمد ، عصمان بن محمد المدعو "طامبوني" ، حنيفي ، زيدان ، الأخوين بن عيسى ، زروال ، ولد الباي ... إلا أنهم أخفقوا مجددا أمام مولودية سعيدة التي تمكنت من الفوز بهذه المباراة بنتيجة 2/1 ، حيث سجل كل من حنيفي لاعب الترجي ضد مرماه في د 21 وبوفلجا في د 45 بعدما نجح اللاعب رزقان قبل هذا من تسجيل الهدف الوحيد للترجي في الدقيقة 20 المباراة لعبتين لعبت بحضور رئيس الجمهورية المرحوم أحمد بن بلة . بعد هذه الفترة الذهبية فقد الترجي رونقه ، حيث كانت سنة 1967 مفصلية كونها السنة التي بدأ الترجي ينحدر ، ينحصر ويتراجع في النتائج وكذا الأقسام إلى أن بلغ قسم ما بين الرابطات ، هذه الفترة دامت ما يقارب 32 سنة ، لتبدأ بعدها في نهاية التسعينات مرحلة النهضة المتجددة تنبض في نفوس اللاعبين المستغانميين وكذا الطواقم الإدارية والفنية وعودة الجمهور مجددا إلى المدرجات لتشجيع هذا الفريق الذي اختفى لفترة طويلة عن الأقسام التي تجمع النوادي الوطنية على غرار مولودية وهران ، مولودية الجزائر ، وفاق سطيف ، اتحاد الجزائر ...حيث نجحت خلال الموسم الرياضي 1997/1998 من اللعب في القسم الوطني الثاني وبعد سنة من ذلك التحقت بالقسم الوطني الأول ، إلا أنها لم تصمد مطولا وعادت إلى القسم الوطني الثاني لتتراجع مجددا إلى القسم الوطني الثاني للهواة الذي تقبع فيه منذ فترة ، الترجي لا زال رغم كل هذه الإخفاقات يحلم للعودة مجددا إلى سابق عهده أين كان يصنع أفراح السكان وكانت قلوب المستغانميين تخفق على نبضات فريق إسم الترجي .