الشاب حسني حي يرزق ولم يمت... صح هو استشهد في يوم عبوس وحزين ذات 29 سبتمبر 1994، لكن أغانيه لا تزال إلى اليوم تملء الدنيا وتستهوي الكثير من عشاقه، بل يوجد العديد من الفنانين، من قاموا بإعادة أغانيه العاطفية كل بطريقته الخاصة، وأسلوبه الموسيقي الذي يراه مناسبا، ما جعله فعلا أيقونة خالدة لا تمحوها السنوات، فالشاب حسني سيظل فعلا رمزا فنيا أسطوريا، إذ أن أغانيه لا تزال إلى اليوم تؤديها العديد من الفرق الموسيقية محليا وحتى وطنيا، بل الأكثر من ذلك دوليا حيث يوجد بالمناسبة العديد من المطربين الأوروبيين من أدوا مقاطعه الغنائية، وقدموه بأسلوب وطريقة مغايرة، لكن مع الحفاظ على اللحن والكلمات وجوهر الأغنية، وهو ما يؤكد فعلا أن هذا العندليب يمثل إحدى الظواهر الفنية التي لم تمت رغم اغتياله لأزيد من عشرين سنة، بل أن ملك الأغنية العاطفية صار اليوم مثالا ونموذجا للشباب المهتم بالفن، للاقتداء بمسيرته الإبداعية والتعلم من طريقته في الأداء ومجاراة أسلوبه في الغناء، ولهذا تجد ظهور الكثير من الفنانين الذين يحملون نفس اسم المرحوم حسني شقرون، حيث تجد من يسمي نفسه «حسني الصغير» و«حسني جونيور» أو يؤدي فقط نفس أغانيه مثل الفنان هواري قمبيطة، إلخ، وهذا الأمر يؤكد الشهرة والمكانة التي بلغها المرحوم بفضل تواضعه وصوته الدافئ وحبه لما سماهم ذات يوم بالزوالية، فالظاهرة حسني سيبقى فعلا ولسنين أخرى الفنان المحبوب ومعشوق الجماهير ومثال للفنانين الشباب والفرق الموسيقية الذين يريدون الوصول إلى ما وصل إليه من شهرة ونجومية طيلة الثمانينات وبداية التسعينات. وبالمناسبة فقد قمنا بجولة ميدانية إلى مختلف محلات بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة في وسط مدينة وهران، وقد أكد لنا بالمناسبة العديد من أصحاب المحلات، أنه وبالرغم من مرور أزيد من عقدين على اغتيال حسني، إلا أنه لا يزال يتصدر المبيعات لاسيما من قبل الشباب الذين لا زالوا إلى اليوم يعشقون أغانيه ويريدون الاستماع إليها، بالنظر أولا إلى أن العديد من المغنيين الحاليين لم يستطيعوا الوصول إلى نفس مستوى ملك الأغنية العاطفية الشاب حسني، لاسيما من ناحية الكلمات والصوت واللحن، معتبرين أن المرحوم حسني لا يزال إلى اليوم رقم واحد من ناحية تسويق أقراصه المضغوطة، لاسيما من قبل المغتربين وحتى الأجانب الذين أعجبوا كثيرا بقدرات هذا العندليب العاطفي، ووجدنا ونحن نزور بعض المحلات أيضا، وجود الكثير من الفنانين الذين يقومون بإعادة الكثير من أغاني الشاب حسني، لاسيما وأنها ملائمة لزماننا ولم تفقد قيمتها بالرغم من أنه أداها منذ أزيد من ثلاثين سنة، وأكد لنا أحد الشباب الذي وجدناه في أحد محلات بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة في وسط المدينة، أن الشاب حسني يمثل بالنسبة إليه الفنان رقم واحد، حيث كلما يستمع إلى أغانيه يجذبه سحر الكلمات ونوعية الصوت الرخيم والملائكي للمرحوم، وأيضا أنه يعالج قضايا اجتماعية وإنسانية يعاني منها الكثير من الشباب الجزائري، على غرار الحرقة، الحب، الطلاق، اليتامى والوطن، وهو ما يبرز صراحة المكانة التي وصل إليها الفقيد، حيث لا يزال حيا في الذاكرة الجماعية للجزائريين ولاسيما الشباب منهم، وبالتالي يمكنني القول إن حسني لا يزال على قيد الحياة ومن الإجحاف نقول إنه مات أو غادرنا على حين غرة..