أكد المخرج المسرحي صلاح الدين ميلاط أن مسرح الطفل في الجزائر يحتاج إلى أشخاص مهنيين و مختصين في المجال، فغياب عنصر التكوين و التأطير بالنسبة للفاعلين فيه يؤثر بشكل واضح على نوعية العروض المقدمة للجمهور الصغير ، و ذلك في ظل استهانة الفرق الجمعوية الناشطة بمسرح الطفل و عدم إلمامها بالجانب النفسي و البيداغوجي له من جهة و غياب أهم المسرحيين و المخرجين الذين يفضلون التوجه لمسرح الكبار بدلا عن الصغار من جهة أخرى. ميلاط و على هامش عرض مسرحية " فهيم و الحاسوب " بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة أول أمس في إطار برنامج الديوان الوطني للثقافة و الإعلام الخاص بالطفل عالج موضوع مواكبة العصر بالنسبة لوسائل الميديا و التواصل الاجتماعي مع تبيان أهمية الرجوع للكتاب كخير جليس في الأنام ، حيث كشف خلال حديثه مع الجمهورية عن تهميش كبير يطال مسرح الطفل الجزائري في ظل غياب إرادة سياسية حقيقية تعطي أوامر للإدارات المسرحية بضرورة جعل مسرح الطفل كأولوية، هذا الأخير الذي بات يلقى إقبالا جماهيريا كبيرا عكس مسرح الكبار الذي يشهد عزوفا واضحا عن مختلف العروض المقدمة له، كما أشار ميلاط إلى مسألة غياب التكوين عن ممارسي مسرح الطفل، الذين لا يحظون حسبه بتكوين خاص في هذا المجال رغم صعوبة الخوض و العمل فيه، وهو الفراغ الذي جعل من الفرق الجمعوية تستغله بتقديم عروض تقليدية متكررة المواضيع و الأشكال، و بعيدة كل البعد عن الإبداع و التجديد، حتى أن الكثير منها ذو محتوى سطحي يستخف بعقل الطفل ويستهين بذكائه بشكل واضح . و على ذكر الكتابات الأدبية الموجهة لمسرح الطفل صرح ميلاط أن الساحة الأدبية مليئة بالمبدعين، ففي تاريخ الجزائر لم تشهد نقصا في مجال الإبداع سواء من كتاب و روائيين و سيناريست و غيرهم، إلا أن المشكل له علاقة مباشرة بالتواصل مع الإدارة، فجل المسارح الجهوية لها نصوصها الملزمة بها ومن هنا من الواجب التفتح على الغير و توسيع دائرة التواصل مع الكتاب ، خاصة و أن مسرح الطفل أصعب بكثير من مسرح الكبار فهو يتطلب تجارب كثيرة و ثقافة بيداغوجية و نفسية مع الأخذ بعين الاعتبار تقسيمه إلى فئات ، فضلا عن دراسة العروض و تقييمها من طرف مختصين فيجب احترام عقل الطفل و على كل المستويات.