تحصي ولاية مستغانم واديين نشيطين يعرضان حياة السكان المجاورين لهما للخطر لاسيما عند سقوط الأمطار خلال فصل الشتاء و الأمر يتعلق بكل من وادي الشلف الموجود ببلدية سيدي بلعطار و وادي الطين ببلدية الحسيان في حين تبقى الأودية الصغيرة الأخرى بعيدة عن التهديد بما أنها تعد من الأنهار الجافة كوادي عين الصفراء بوسط المدينة و وادي دردوس بعين تادلس. غير أن الخطر الحقيقي يأتي من الواديين المذكورين آنفا ، حيث تتفاقم المشكلة عند هطول الأمطار التي تتسبب في فيضانهما مشكلين سيولا تجرف الأخضر و اليابس مثلما كان عليه الأمر خلال الشتاء الفارط ببلدية الحسيان المتواجدة جنوب عاصمة الولاية و التي كانت ضحية ارتفاع منسوب وادي الطين المتواجد على هضبة البرجية إلى أعلى معدل منذ 50 سنة و الذي أدى إلى تضرر أزيد من 40 عائلة بدوار قوارة و77 عائلة بمنطقة المقطع ببلدية فرناكة بسبب الأمطار المتهاطلة بالإضافة إلى قطع الطريق الوطني رقم 17 الرابط بين مستغانم والمحمدية بمنطقة سبع قبب. و معروف عن وادي الطين بثقل المياه وعدم نفاذها في التربة وبطء جريان الوادي الذي يصب في المقطع. كما أدت الأمطار الغزيرة المتساقطة على ولاية مستغانم خلال نفس الفترة إلى فيضان وادي الشلف على مستوى منطقة سيدي بلعطار التابعة لدائرة عين تادلس بعد عودة المياه إلى عدد من الأودية الصغيرة كوادي دردوس. حيث ساهم ارتفاع منسوب المياه بهذا الوادي في إجلاء 240 عائلة من مساكنها بقرية حشاشطة عمور ببلدية صور و قطع الطريق الولائي الرابط بين سيدي بلعطار وعين تادلس . و قد تمّ استخدام الزوارق المطاطية وكافة الوسائل بعين المكان عدّة أيّام إلى غاية زوال الخطر. و معروف أن ارتفاع منسوب وادي الشلف ينذر بمخاطر على طول مسار الوادي بولاية الشلف والولايات المجاورة على غرار غليزانومستغانم. بما انه يعد أكبر نهر في الجزائر على طول 733 كم و يبدأ من الأطلس الصحراوي بالأغواط و مصبه على البحر الأبيض المتوسط بمستغانم. دراسة معمقة لتهيئة الوديان و من اجل وضع حد لهذا المشكل العويص قامت ولاية مستغانم بإعداد دراسة معمقة لتهيئة الوديان بالمنطقة وحمايتها من خطر الفيضانات، حسبما أفاد به مصدر من مديرية الموارد المائية ، وقد استلزم فتح ستة خنادق ووضع قنوات إسمنتية مسلحة على شكل جسور مؤقتة لتصريف السيول على الطريق بمنطقة الحسيان . كما تم اقتراح مشروع لتهيئة أربعة أودية وهي واد مخلوف بغليزان ، وواد المالح بمعسكر، وواد بوقيراط وواد الطين بمستغانم، وتجميع مياهها في مصب واحد رئيسي باتجاه منطقة المقطع على مسافة 17 كلم، استنادا للمتحدث. وتم اقتراح أيضا إنجاز دراسة شاملة ودقيقة للأودية الأربعة المذكورة لحماية هضبة البرجية ببلدية الحسيان بمستغانم التي ستحتضن مستقبلا مشروعين هامين، ويتعلق الأمر بمشروع حوض الحليب على مساحة 1.633 هكتار والمنطقة الصناعية المتربعة على مساحة 670 هكتار من الفيضانات وتخزين المياه الفائضة في خزانات من الحجم الكبير لاستعمالها في السقي الفلاحي. أما عن مشكل فيضان وادي الشلف فتم اقتراح إنجاز حواجز بالأتربة بالمناطق المتواجدة على ضفاف الوادي بكل من دواوير عيزب بمستغانم، و جاعلية ببن عبد المالك رمضان، و خوصة بسيدي بلعطار، فضلا عن قرى بلدية صور. كما تقرّر أيضا تنقية وتهيئة وادي الشلف، من خلال نزع الأشجار والأتربة التي خلفها الفيضان انطلاق من بلدية صور إلى غاية مصب الوادي على مسافة 22 كلم.