عرض أول أمس مسرح عبد القادر علولة لوهران بالمسرح الجهوي الجيلالي بن عبد الحليم مسرحية " ما أصغر مني " للمخرجة شقاق صافية ، العرض الذي جلب عددا كبيرا من الأطفال المرفقين بأوليائهم و التي نالت إعجاب كل الحضور كونها ألمت بين الجوانب التربوية ، التثقيفية والفكاهية. و تدور القصة وسط بستان عادي كانت التلميذة حنان تتردد عليه يوميا ، لأن في مخيلتها اللعب مطولا في البستان بدل الدراسة له أهميته كبيرة في إسعاد الإنسان ، هكذا كانت حنان تسبح في عالم خيالي تشتاق أن تعيش فيه ، حيث كانت تعتقد أن حياة الحشرات جميلة ، هادئة ومريحة ، في إحدى الأيام وهي في طريقها إلى المدرسة تقف بجانب شجرة داخل البستان ، ثم تضع محفظتها جانبا وتستلقي فوق الحشائش فينتابها النعاس ، فتتحول إلى حشرة بمثل حجم حشرات البستان ، بعد استيقاظها من النوم أول من تشاهده النملة يدركها الخوف في الوهلة الأولى ثم ترتاح إليها بعدما تتعرف عن حقيقتها في البستان ، ثاني حشرة تصطدم به هو الصرصار الذي بدا بالنسبة لها كبير الحجم ، ذا منظر ثاقب وما شد انتباهها رائحته الكريهة ، الكل في البستان كان يكره الصرصار ليس فقط للأسباب التي ذكرت وإنما لكونه كان ينقل كل أخبار البستان إلى سيده العنكبوت ، هذا الأخير كان متسلطا ، يحتقر الجميع دون استثناء ، بدليل تهجم على الفراشة الزرقاء وأكلها . بدأت التلميذة حنان التي دخلت هذا العالم دون قصد، تتكيف معه كما أنها نجحت في إضافة في سجلها أصدقاء جدد كالنحلة مثلا ، و الحشرات المقربين منها أخبروها بكل ما يقوم به العنكبوت في البستان ، لذا اقترحت عليهم استعمال الأدوات المدرسية للإطاحة به ، فنصبوا له فخا وعندما حضر إلى عين المكان ضربوه بالأدوات المدرسية وأفرغوا عليه الغراء الذي ثبته في الأرض ، ظل العنكبوت حبيس الحركة إلا غاية مجيء صديقه الصرصار الذي فك أسره ، هنا تأكد العنكبوت بوجود إنسان داخل البستان فراح ينسج خيوطه في كل مكان إلى أن سقطت حنان فيها ، ولولا أصدقائها الذين قطعوا الخيوط بالمقص لباتت لقمة سهلة يفترسها العنكبوت ، دخل الصراع بين حنان والعنكبوت مرحلة جديدة ، حيث تجند حنان الحشرات وتتعهد بنصب له كمينا لا يمكنه التخلص منه ، لذا أحضرت كيسا كبيرا ومسحت بالحبال أجساد الحشرات وتركت كل هذه الأشياء في عين المكان ، لما جاء العنكبوت اشتم رائحة حنان والحشرات فظن أنهم داخل الكيس فدخل بداخله رفقة عميله الصرصار ، ليسقط في الفخ وتنجح حنان والحشرات في التخلص من العنكبوت الشرير ، في الأخير تعود حنان إلى رشدها وتبدأ البحث عن كيفية العودة إلى الحياة الطبيعية ، هنا ينتابها النوم مجددا فتعود عند استيقاظها إلى الحياة البشرية بحجمها الحقيقي ، من خلال هذه التجربة تتأكد حنان أن الحياة ليست فقط لعب ومرح على الدوام وإنما هي كذلك متاعب ومشاكل يجب مواجهتها وتجاوزها في كل الحالات .