أعطت " أم سهام" عمارية بلال الكثير للأدب الجزائري كشاعرة، قاصة ،ناقدة، وكرائدة من رواد الصحافة الأدبية من خلال النادي الأدبي لجريدة الجمهورية، و البرنامج الإذاعي" دنيا الأدب" ، امرأة عشقت الكلمة لسنين وكان إنتاجها غزيرا جدا يحسب لها وهي المخضرمة التي واكبت أسماء عريقة مثل الشاعر نزار قباني و محمود درويش ، هذه الأيقونة حظيت بتكريم جميل بمدينتها وهران خلال الطبعة السابعة من الملتقى الأدبي " شموع لا تنطفئ الذي حمل شعار" أم سهام شمعة الزمان" و على هامش حفل الاختتام ، كان للجمهورية معها هذا الحوار : + ما هو شعورك و أنت تكرمين من قبل مدينتك وهران في طبعة " شموع لا تنطفئ "؟ إنها لحظات تهج بوهج البوح و الإبداع من كل الذين شاطروني هذه الفرحة الجميلة التي عادت بي إلى الزمن الجميل و أشكر القائمين على هذه التظاهرة لهذه الالتفاتة الطيبة . + أسماء كثيرة مخضرمة تغنت بقصائد مختلفة من حنين الوطن ، القدس ، جمال الأنثى وخاصة بالشاعرة أم سهام فماذا تقولين عن ذلك ؟ يسعدني هذه الوثبة التي أراها في حروف الشباب، التي تبشر بالخير، و أن القصيدة تسير على خطى صحيحة تعتمد على جمالية اللغة و دلالة الصور الإبداعية ، فالنص الجميل هو الذي يكرم صاحبه ويمنحه الوسام الحقيقي وأتمنى أن تستعمل المقاييس النزيهة والنظيفة في هذه اللقاءات التي تعد أساسية لكل مبدع ومثقف ، وعلينا أن نطهّر المشهد الثقافي من مظاهر الاحتكار السلبية التي لا تخدم الإبداع على الإطلاق ونكون عادلين، ومنصفين مع كل المبدعين. + ما مكانة الصحافة الأدبية في مسيرتك التي انطلقت منذ سبعينات القرن الماضي؟ يرجع الفضل لجريدة الجمهورية و" النادي الأدبي" لأكتب و استمتع بالكتابة ، كذلك لحصة "دنيا الأدب" ، فهما من صنعا اسم " أم سهام "، فلقد أخذت مني الصحافة الأدبية الكثير وقدمت لها الكثير من الوقت والجهد ولي ما يملأ مؤلفات لو حاولت جمعها، و أكبر قسط عنها موجود في "أرشيف" النادي الأدبي ، فجريدة الجمهورية مدرسة تخرج منها العديد من الأقلام الصحفية البارزة خاصة الأدبية التي لمعت في سماء الأدب في الداخل و الخارج و أنا أحن لتلك الفترة ، وكذا صوت العرب وصحف ومجلات جزائرية وعربية كثيرة ،وهي بمثابة الوثبة التي فتحت لي أبواب التواصل البناء مع شريحة واسعة من المبدعين والمبدعات وأعيد لي عنفوان الكتابة ونشاطي كمعدة لبرنامج دنيا الأدب بالإذاعة بالاشتراك مع الأستاذ بلقاسم بن عبد الله، أعتز به كثير وهو راسخ في ذاكرتي ، إنها فترة جميلة كان لها الجمهور الواسع و المحب و العاشق للكلمة . + هل أخذت " أم سهام " حقها من المشهد الأدبي الجزائري؟ إن القائمة طويلة وكل يوم أفاجأ بكتابات صحفية وجامعية تتناول كتاباتي وتستعمل كتبي كمراجع للبحث، ومع ذلك فالكتابات و المقالات التي حظيت بها من الدول العربية كانت أكثر كمية وتنوعا وغزارة وعمقا وعندي منها ما يكفي لكتاب من الحجم الكبير. + ما رأيك في الحركة الثقافية في الجزائر؟ تسير تحت الأشواك لكنها تتحدى ليبقى المشهد الثقافي حي، بفضل المبدعين الذين يواصلون حرقة الكتابة، لأن النص المتميز هو الذي يعيش دهرا و يترك وراءه أثرا و هذا ما نطمح إليه من خلال كتاباتنا المتواضعة . + ما هي رسالتك للمرأة الجزائرية؟ عليها الصمود وأن تأخذ القدرة من شهيرات الجزائر وبطلاتها اللواتي رسمن ملحمة ندمائهن و فكرهن ونضالهن و جميلات الجزائر كثيرات و علهن الحفاظ على الجزائر لأنها أمانة يجب الحفاظ عليها ، أما حضور المرأة فهو موجود و ذا نوعية برغم من اختفاء بعض الأقلام التي كانت تملأ الساحة إنشادا وأنغاما والتحقت أخرى إلى العمل الأكاديمي وبقيت أخرى في الساحة ثابتة، فلن أنسى أبدا جميلة هواري في الشعر ونزيهة زاوي في القصة وخناثة بالهاشم في النقد،واستسمج الأخريات إذا فاتني ذكر أسمائهن. + ما هي رسالتك للأقلام المبدعة ؟ تبدأ الكتابة الإبداعية بالمعاناة الفكرية والجمالية التي تسبق لحظة فعل الولادة وهي تنطلق من ذات الكاتب وتتشكل فنيا وتنصهر مع هموم الآخر انصهارا كليا ، والإبداع يعتمد أساسا على أسلوب المخاطبة للذات وللغير، فالمبدع يستدرج القارئ إلى أشياء كثيرة لكنه ليس معنيا بتقديم الحلول ، ليس للإبداع رقعة جغرافية محدودة فبمحليته يستطيع أن يلامس أحاسيس وهواجس الإنسانية جمعاء، وهنا تكمن قوة الكتابة وفعاليتها و تحية قلبية لكل جنود القلم.