إستفادت قطاعات التربية من برامج طموحة في الهياكل التعليمية وذلك تماشيا مع المشاريع المدمجة على مستوى المؤسسات التربوية فقد تهيأت هذه المتوسطات على إختلاف مواقعها بمكتبات تحتوي على كتب بيداغوجية وقاعة مطعم وقاعة للرياضة، لكن هناك العديد من المتوسطات ما زالت لا تعرف معنى القاعة الرياضية التي يتم فيها تغيير الملابس من أجل إجراء حصة رياضية. والرياضة لم تبق مادة ثانوية بل هي مادة تجتاز فيها الإمتحانات والفروض مثلها في ذلك كأي مادة أساسية أو ثانوية لكن المشكل يتمثل في أن المؤسسات وخاصة العديد من المتوسطات ليس بها فضاء يغير فيه التلاميذ ملابسهم ويلبسون بدلاتهم الرياضية مما يحتم عليهم إرتداءها بمنازلهم سواء كان الطقس باردا أو مشمسا، وهكذا يضطر في حصة الرياضة والتي يشرف عليها أستاذ المادة إلى ترك حقائبهم ومآزرهم على الأرض بطريقة عشوائية في الساحة، إذ لا يوحي هذا المنظر بوجود قواعد أو أطر، حيث تكثر السرقات بين المتمدرسين ويتم إختلاس كل الأدوات المدرسية التي تقع بين أيديهم من كتب أو مقلمة أو كراس أو حتى أشياء ثمينة لا سيما الهواتف النقالة والساعات. فالإكماليات تحتوي على 20 ألف أو 30 ألف تلميذ يزاولون النشاط الرياضي طيلة أسبوع بنظام المناوبة كل يوم قسم لمدة ساعتين كما هو ساري المفعول في قطاعات التربية والتعليم. حيث أنه في الأيام الممطرة يتلقون دروسا في القسم متعلقة بكرة السلة أو المضرب أو كرة القدم، ولكن المؤسف أن هناك إكماليات وضعياتها مزرية إذ يشتكي التلاميذ من انعدام علاّقات المعاطف«، التي يحتاجها الكل في فصل الشتاء أو حتى الأيام الربيعية الباردة فهم بذلك يعلّقون معاطفهم على الكراسي، أو يجلسون عليها حتى وإن كانت مبللة، أضف إلى ذلك غياب »المطاعم« التي هي مجرد »هيكل« ولكنها مغلقة عند البعض على الدوام رغم أن التلاميذ في حاجة إلى وجبات باردة أو ساخنة عند منتصف النهار خاصة لهؤلاء الذين يقطعون مسافة للوصول إلى منازلهم ثم العودة ثانية على غرار مؤسسات أخرى ينعم فيها التلاميذ بوجبات باردة عند الإستراحة أو عند منتصف النهار. وأمام هذه الظروف التي لا تلائم بعض أبنائنا رجال الغد الذين يعتبرون الرياضة فرصتهم الوحيدة ليطلقوا العنان لمواهبهم لاستثمارها أكثر في المجال الرياضي كونه المتنفّس الوحيد، إذ أنهم إعتادوا على اللعب في الشوارع والطرقات بالكرة في حين تزخر مؤسساتنا ببرامج رياضية متمثلة في القفز الطويل وكرة السلة والطائرة ورمي الجلة إلا أن الأرضية التي يلعبون عليها تسبب لهم الكثير من الحوادث لإحتوائها على الحصى أو قطع الزجاج. ويبقى تلاميذنا يبدّلون ملابسهم أو يضعون محافظهم في الساحة إلى أن ينتبه المعنيون ويجهزون غرفا ملائمة مخصصة لتغيير الملابس.