سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
" هذه هي أسباب فشل المدّ القومي وتجديد الفكر الديني ضروري لمواكبة العصرنة " عالم الاجتماع عدي الهواري يقدم مؤلفه الجديد " القومية العربية الراديكالية والإسلام السياسي" ب"الجمهورية" :
أكد عالم الاجتماع عدي الهواري أمس، أن سبب فشل المد القومي في العالم العربي راجع إلى 3 أسباب، أولها الخطة الاقتصادية غير الناجعة المتبعة من قبل هذه الأنظمة، وعدم وجود استقلالية في سلك العدالة والحرية النقابية، والمكون الثقافي الذي لم يتم استغلاله بشكل جيد، وأضاف عدي الهواري الذي قدم كتابه "القومية العربية الراديكالية والإسلام السياسي" بمقر جريدة "الجمهورية" بحضور العديد من المثقفين والأساتذة الجامعيين والطلبة، أن الأنظمة العربية التي كانت تتبع الإيديولوجية القومية، استمدت قوتها من القاعدة الشعبية على غرار نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان يملك شرعية كبيرة لدى جماهير عريضة من مصر وحتى خارجها. وعاد الدكتور عدي الهواري الذي يدرس حاليا في فرنسا، إلى تاريخ ظهور القومية العربية، التي نشأت بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، والوعود الكاذبة التي قدمتها الدول الغربية بإنشاء دولة عربية موحدة وعاصمتها دمشق، إلا أن القوى الامبريالية أخلفت وعدها وعملت على تقسيم الأوطان العربية فيما بينها، لتظهر بعدها نخبة من المفكرين والسياسيين العرب بداية الثلاثينات على غرار : صالح بيطار، ميشال عفلق والأرسوزي، نادت كلها بضرورة التحرر من ربق الاستعمار وتحقيق التقدم وعصرنة الحياة في مختلف الأوطان العربية، لتظهر بعدها في الخمسينات عدة انقلابات عسكرية على غرار الانقلاب الذي قام به جمال عبد الناصر في 1952، منتقدا ركود الحياة السياسية التي كان يمثلها برلمان عقيم وغير فعال، وتهميش القرويين الذين انتقدوا هذه الأوضاع السائدة في هذا البلد، دون أن ننسى صعود البعث وتيارات اشتراكية رغم أقليتها إلا أنها كانت منظمة ومشكلة من عدة مكونات دينية على غرار المسيحيين والمسلمين سنة وشيعة... إلخ، وعاد الدكتور عدي الهواري في مداخلته التي قدم فيها بعض الأفكار والمقاربات العلمية التي وردت في مؤلفه المتكون من 286 صفحة والصادر عن دار النشر "البرزخ" إلى العداوة الشديدة التي كانت بين الأنظمة العربية القومية والملكيات في تلك الفترة، باعتبار أن هذه الأخيرة كانت مرتهنة للغرب ولا تطلب سوى العيش والبقاء في كنف السلطة لأطول فترة، بخلاف الدول التي كانت تتبع النهج القومي على غرار مصر، الجزائر، العراق، سورية...إلخ، حيث كانت تحمل إيديولوجية تقدمية على الصعيد الاقتصادي والثقافي والاقتصادي ومعاداة الغرب والذهاب معه حتى المواجهة، من خالا مطالبته بتحرير فلسطين والقضاء على إسرائيل التي كانت تدعمها هذه القوى الاستعمارية، ليتطرق بعدها إلى الشطر الثاني من الكتاب والمتمثل في الإسلام السياسي، حيث قال إن هذا الأخير نشأ بسبب فشل القومية العربية الراديكالية، مؤكدا أنه ظهر من خلال تاريخ وثقافة المجتمع، مؤكدا أن الحروب الدينية خلفت الملايين من القتلي في أوروبا، موضحا أن العلمانية ليس مفهوما للحياة ضد الدين، لأن العصرنة التي يريدها الجميع، ليست ضد الدين بل تجعل من هذا الأخير أمرا شخصيا، مشيرا إلى أنه لما نتحدث عن الإسلاميين يجب أن نعتبرهم أفراد ومجموعات اجتماعية لديهم تمثيل ومصالح مادية ورمزية، وبالتالي يجب دراسة هذه المجموعات ولماذا يستعملون الإسلام كمورد سياسي لتوصيل رسائلهم، مؤكدا أن الإسلام السياسي يمثل مشروع دراسة وبحث للمهتمين والباحثين. وأنه يجب اعتماد لغة الحوار معهم واستعمال السبل الثقافية في التعامل مع الإسلاميين والابتعاد عن العنف والمواجهة العسكرية المباشرة، مثلما تعاملت انظمة عربية في الماضي مع الإخوان المسلمين. مشددا في الأخير على ضرورة الإصلاح الديني واللاهوتي دون أن يعارض القرآن الكريم، داعيا إلى إعادة قراءة جديدة للخطاب الديني الإسلامي تكون متوافقة مع العصرنة في المجتمعات.