جعلت الجزائر من مساندة و مرافقة حركات التحرر و القضايا العادلة عبر العالم مسألة جوهرية لا تحيد عنها لكي تبقى راسخة في مهام الدبلوماسية الجزائرية و لم تتوقف هذه الدبلوماسية النشيطة عند القضيتين الفلسطينية و الصحراوية بل امتدت إلى عديد القضايا سواء التي تعلقت بفك عقدة الاستعمار أو إصلاح ذات البين في نزاعات غالبا ما كانت ثنائية ، كما لم تقتصر على المسائل العربية بل و الافريقية و حتى التي تمتد خارج محيطها المحلي و الاقليمي . و منذ الاستقلال حركت الجزائر آلة دبلوماسيتها حيث يعود لها الفضل في عديد التسويات التي جنّبت المتنازعين ويلات حروب ضروس و أحلّت الأمن و السلم ، فخلال ترؤس الجزائر لدورة الجمعية العامة الأممية في 1974 عادت باعتراف أممي اعتبِر قفزة تاريخية بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي لنضال الشعب ضد الكيان الصهيوني و استكملت مسارها الداعم للقضية بإعلان دولة فلسطين من الجزائر سنة 1988 و لم تغب عن كافة مراحل المفاوضات و اللقاءات السرية التي توصلت في الأخير إلى اتفاقية أوسلو حيث كانت منظمة التحرير الفلسطينية تطلعها بكل المستجدات و تطلب النصيحة و الخبرة اللتين لم تبخل بهما الدولة الجزائرية على الشعب الفلسطيني . وفي مسار الوقوف الدائم إلى جانب الشعوب المضطهدة كانت الجزائر أول دولة تعترف بجبهة البوليساريو ممثلة للشعب الصحراوي في نضال استقلاله و قد مرت 42 سنة على اعتراف الجزائر بالجمهورية الصحراوية التي تستمد نضالها من كفاح الشعب الجزائري و تساندها الجزائر في هيأة الأممالمتحدة و بعثتها الخاصة بتنظيم الاستفتاء و تقرير المصير. و بالعودة إلى التاريخ لا تزال الولاياتالمتحدة تذكر مسألة تحرير رهائنها في طهران منذ 36 سنة . و قد ظلت تساند شعب افريقيا الجنوبية الذي عانى منذ قرون من تسلط العنصر الأوربي في حكم عنصري حيت فتحت أبواب التدريب العسكري لقادة هذا البلد من أمثال نيلسون مانديلا و دعّمت موقف تحرير هذا البلد في المحافل الدولية لاسيما في هيأة الأممالمتحدة . ف ش