أكد رئيس المجلس الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية خاطري أدوه بالبليدة أن المغرب "أصبح في مواجهة منظمة الأممالمتحدة و العالم اجمع بإصراره على احتلال الصحراء الغربية" و ممارسة كل أشكال القمع على شعبها المضطهد. وقال السيد أدوه في كلمة ألقاها في تجمع شعبي حاشد نظم في القاعة متعددة الرياضات "حسين شعلان" بمناسبة الاحتفال بالعيد العالمي للعمال والذي حمل هذه السنة في الجزائرشعار التضامن مع الشعب الصحراوي أن "النظام المغربي لا زال يصر على احتلال الصحراء الغربية رغم معارضة جل شعوب العالم وهو يقود نفسه بهذا إلى العزلة الدولية مثلما حدث في الماضي مع نظام +الابارتايد+ في جنوب إفريقيا ومثلما يحدث اليوم مع إسرائيل التي تصر هي الأخرى على جرائمها في حق الشعب الفلسطيني." وشدد ذات المتحدث خلال هذا التجمع الذي حضره أزيد من 5000 شخص على أن المغرب "خرج بهذا عن الشرعية الدولية و ابتعد عن تطبيق القرارات الأممية " ولهذا يتوجب عليه كما قال- التوقف عن "توسعه الاستعماري" مؤكدا تمسك الصحراويين بالحل السلمي لقضيتهم. وأوضح أن "الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية يؤثر سلبا على المنطقة التيتشهد توترا كبيرا منذ 40 سنة بسبب القضية الصحراوية كما تسبب في تعطيل التنمية الشاملة في المغرب العربي و التعايش السلمي بين شعوبه." مناشدا منظمة الأممالمتحدة بان تضغط على المغرب حتى يحترم حق تقرير مصير الصحراء الغربية. كما أشار إلى أن السلطات الصحراوية "مستعدة للتعاون مع المغرب في جميع المجالات في حالة ما إذا احترم حق الشعب في تقرير مصيره ووقف عند حدود الآخرين" ودعا في هذا الصدد الشعب المغربي إلى الاستماع لنظيره الصحراوي ب"عقل و وجدان الشعوب و ليس بما تمليه مصالح الأنظمة" و عليه (الشعب المغربي) أن "يفهم أننا لا نكن له أية ضغينة بل نحن نناضل لان قضيتنا عادلة ." من جهة أخرى اعتبر المسؤول الصحراوي ثورة التحرير الجزائرية "نموذجا يحتذى به في التضحية والكفاح و الصبر حيث أعطت درسا للعالم بأسره في نبذ الظلم و الاستعمار" معتبرا أن هذه الثورة المجيدة "ليست ميراثا أو تاريخا للجزائريين فحسب بل هي ثورة كل الشعوب المناضلة." كما نوه رئيس المجلس الوطني الصحراوي بالتضامن الكبير و الدائم و اللامشروط للجزائر رئيسا و شعبا مؤكدا أن قرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالاحتفال بعيد العمال تضامنا مع الشعب الصحراوي هذه السنة يعد "وقفة تاريخية أخرى" تحسب لبلد المليون و نصف المليون شهيد. وبدوره أعرب الأمين الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين محمد دراج عن تضامن جميع العمال الجزائريين مع أشقائهم الصحراويين المكافحين من اجل نيل الحرية و الاستقلال . وقال أن هذه المبادرة التي اقرها رئيس الجمهورية و تبناها الاتحاد تؤكد للعالم أن الجزائر شعبا و حكومة لن تتأخر و لن تتوانى عن دعم هذه القضية العادلة و المشروعة و تلح دوما على تطبيق لوائح وقرارات هيئة الأممالمتحدة. واعتبر السيد دراجي أن مسألة الصحراء الغربية هي "قضية تصفية استعمار" و لهذا يجب أن يمر حلها عبر ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير مصيره حسب مبادئ و أهداف الأممالمتحدة وقواعد القانون الدولي طبقا للائحة رقم 1514 للجمعية العامة الأممية ل 14 ديسمبر 1960 و المتضمنة إعلان منح الاستقلال للبلدان و الشعوب المستعمرة. كما أكد على دعم الاتحاد العام للعمال الجزائريين ب"شدة" لنداء منظمة الوحدة النقابية الإفريقية الموجهة للامين العام الاممي و لمجلس الأمن الدولي حول ضرورة تنفيذ قرارات هيئة الأممالمتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية و تأدية بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية "المينورسو" لمهامها مشيدا بالقرار الأخير لمجلس الأمن القاضي بإعادة البعثة لمزاولة مهامها فورا. و كان مجلس الأمن قد صادق الجمعة على اللائحة 2285 (2016) التي مدد بموجبها عهدة بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) إلى غاية 30 أبريل 2017. تجدر الإشارة إلى أن هذا التجمع الشعبي الحاشد جرى بحضور السلطات المحلية ونواب من البرلمان بغرفتيه و الصناعيين و العمال و الطلبة والحركة الجمعوية إلى جانب الطلبة الصحراويين المقيمين بالجزائر.