* الغازات السامة المنبعثة من الأحواض قد تتسبب في وفاة عامل خلال ثوان *تطهير 13 ألف يوميا من المياه القذرة * توجيه المياه المعالجة نسبيا إلى سد الدحموني توجهنا إلى محطة التطهير المتواجدة بطريق عين بوشقيف التي تبعد عن عاصمة الولاية تيارت بحوالي 14 كلم و أول ما يصادفك هي تلك الرائحة الكريهة المنبعثة من الأحواض الكبيرة التي تتجمع فيها المياه القذرة قبل تصفيتها و توجيهها نحو سد الدحموني المخصصة مياهه لسقي مساحات فلاحية منتجة للبطاطا الفاسدة . *تجهيزات قديمة خارج المقاييس وحسب رئيس المحطة الذي أكد للجمهورية أن التجهيزات المتواجدة بداخل المحطة قديمة ولا تف بالغرض حتى أن موقعها لا يصلح حيث من المفروض أن تتواجد بالقرب من مجرى الوادي محاذية للطريق الوطني و كذلك كان لا بد من تغطية الأحواض الخاصة بجمع المياه القذرة لامتصاص الغازات السامة ومعالجتها بطريقة تقنية وكذا تجهيزها بأحدث المعدات والأهم من ذلك هو توفير المادة الكيميائية التي تقضي على الروائح الكريهة فهي غير متوفرة بسبب غلائها فهي تستورد من الخارج غير أن محطة عين بوشقيف والتي أنشئت في ماي 2008 قريبة جدا من المركز التقني لرمي النفايات المتواجد بمنطقة سيدي العابد وهذا أمر غير معقول حسب رئيس المحطة . *المادة الكيميائية للقضاء على الروائح غير متوفرة كما أن الدولة تصرف شهريا 2 مليون دج من الكهرباء لتوليد الطاقة التي تعطي الأكسجين الخاص بتنقية المياه القذرة وتتدفق بهذه المحطة 13 ألف م3 من المياه القذرة يوميا ويتم تصفيتها وتصب بعدها نحو سد الدحموني أي ما يعادل 30 مليون م3 في السنة وتضمن المحطة تطهير مياه مدينة تيارت والدحموني وبوشقيف والسوقر يوميا ويتلقى العمال كل فترة أربعة أشهر لقاحين الأول الخاص ب"التيتانوس" ويشترط من ناحية التوظيف أن لا يتجاوز سن العامل 35 سنة و أن يكون بصحة جيدة و لم يصنّف العمل بمحطة التطهير إلى يومنا ضمن الأعمال الشاقة ما يستدعي النظر في الأمر في حين أن العمال معرضون يوميا للأمراض و التقاط الميكروبات و الفيروسات من الأحواض المائية خلال عملية التطهير. *2 قنطار من الحيوانات النافقة و أحشاء الدجاج ترمى يوميا بقنوات الصرف أبقار نافقة وحتى مواشي وأحشاء الدجاج وريشه أي بمعدل 2 قنطار يوميا بمعنى أن القناة الرئيسية لصرف المياه القذرة ترمى فيها النفايات المختلفة وحتى الأدوية الطبية ومخلفات المستشفيات ولا يجد أغلب الأشخاص كالفلاحين من التخلص في حالة نفوق أبقار أو مواشي إلا رميها وكذا كلاب نافقة والجرذان التي يتم القضاء عليها باستعمال الأدوية بمحيط المحطة بالإضافة إلى هذا فإن أغلب الجزارين و أصحاب القصابات وجدوا حيلة للتخلّص من بقايا الدجاج كالأحشاء كما ذكرنا وريشه الذي قد يعطل أو يتسبب في خلل و أعطاب بقنوات الصرف الصحي بعيدا عن أنظار المراقبة لمصالح الأمن أو البياطرة أو مكتب النظافة لبلدية تيارت . *عامل فقد حاسة الذوق بسبب استنشاق غازات سامة وحسب أحد العمال فإن الأمر ليس بالسهل فالخطر محدق بهم يوميا فقد تتسبب الغازات السامة والقاتلة المنبعثة من داخل الأحواض المائية عند تنظيفها في وفاة عامل في ثوان معدودة حيث يرتدي العامل بدلة خاصة بالإضافة إلى آلة تطلق صفارة إنذار تبين من خلالها أن هناك خطر كبير يتعلق بارتفاع في درجة السموم فيضطر العامل للصعود ويروي أيضا أن أحد زملائه وبعد مرور فترة 15 سنة من الخدمة فقد حاسة الذوق أي أن الاستنشاق اليومي للروائح الكريهة تسبب له في حساسية مفرطة وحسب محدثنا فإن العمل شاق بمحطة التطهير فالنزول إلى حوض بعمق 14 م قد يؤدي إلى الوفاة في لحظات إن لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. *صب المياه المعالجة بسد الدحموني ومن جهة ثانية يتم معالجة المياه القذرة بواسطة تقنية بيولوجية ترتكز على إدخال كائن حي يعرف ب"الأميبيا" الذي يقوم بامتصاص المواد الملوثة ويسهر المخبر على أخذ عينات من المياه للتأكد من درجة قياس التلوّث غير أن المياه التي تتدفق بالسد بعد معالجتها هي غير صالحة للشرب ودرجة معالجتها بنسب متفاوتة لا يمكن التوصل إلى مياه المعالجة إلا بمحطة ذات تكنولوجيا عالية جدا. ومتطورة. تلاميذ مدرسة "الحفرة" في زيارة بالمحطة وقد حظي تلاميذ المدرسة الابتدائية المعروفة بالحفرة المتواجدة بوسط مدينة تيارت بفرصة التعرف أكثر على عمل محطة التطهير فيما أعطيت لهم شروحات هامة حول أهمية استغلال المياه والحفاظ عليها وعلى البيئة . ع. مصطفى