تحت مجهر الصراحة أعجمت صفحات قلبي وتحت نسمة الهواء المنعش أكريت باحة صدري لمن ظل على العهد وفيا يخط بكلتا يديه عبير كلمات بمداد شفاف يبصره الضرير وما بالك من كان ذو عينين ثاقبتين يخترق بنظراته زجاجة فؤادي... ! حسبتها من أول وهلة مكرا ودهاء ولكني أيقنت أخيرا حلاوة مذاقها وعذوبة مصبها.. صحيح لم أحسن الظن وارتكبت جرما عظيما ولكن الوجه الملائكي من على محياكم يطفح بالعفو والصفح يتسلل كل ليلة عبر نوافذ غرفتي خيالكم يسامرني ليزيح كل ضغينة وشحناء سكنت كياني... ! أسارير كفي كل صباح في تلهف مستمر تتطلع دوما لتصافح روحكم الشفافة المزدانة على بساط الحب والإخاء.. نسيم الهواء الصباحي يبلغ سلامه مع بزوغ كل شمس يبارك فيكم التضامن لأنكم حذفتم من قاموسي كلمة التقاعس والتخاذل.. تفانيتم في أداء واجبكم بكل ما تحمله الكلمة من معان لا يضاهيكم من طبعه الغضب ولا يجاريكم من بضاعته العطب... ! رذاذ صوت المطر يرسم بنزوله ابتسامة عريضة في كبد السماء ليبادلني نفس الشعور نظراتكم الرقراقة تفيض حنانا من ملامحكم فتغدو بلسما لكل الجراحات الماضية هدير أصواتكم الندية تناهى إلى مسامعي ونفض عني مشاعر البؤس والشقاء.. طقطقة كاحلكم في الجو ترسل أعذب النغمات لتوقد جنان قلبي وتمسح عنه أوجاع أفكار مترهلة حطت رحالها ليس بالزمن البعيد... ! نفحات الرضى والقبول من على تقاسيم وجوهكم بازغة كالقمر المضيء المتراقص.. نفثتم في روعي بيارق النصر من دون سابق إنذار وانحلت عقدة لساني كسرعة البرق.. طيفكم يلازمني كالظل يهمس في أذني كلما برقت في ذهني فكرة يانعة ومع ولادة كل فجر جديد تغرسون فينا الطموح و تنسجون بخيوط صفاء سريرتكم كل تفاؤل .. نصائحكم تصدرت لائحة القوائم واجتاحت أعماقي قابعة في كل مفصل من مفاصل جسدي وترجمت إلى عدة لغات تجوب ربوع الأمصار.. وما عساي أن أقول وأنا بين ظهرانيكم سوى مقولة دونها التاريخ عبر صفحاته من علمني حرفا صرت له عبدا!..