مسرحية * القطار الأخير * التي اقتبسها الأستاذان حمومي أحمد و بلكروي عبد القادر،إ وهي من نتاج المسرح الجهوي عبد القادر علولة وهران . تدور أحداث المسرحية في محطة قطار مهجورة، بين شخصيتين متناقضتين في الفكر والتركيبة الاجتماعية،. فالشخصية الأولى هي من العالم الواقع، أما الشخصية الثانية فهي خيالية ،تأتي من الماضي لتحاول السيطرة على العالم الحالي ،إلا أنها تتصادف مع اختلاف الأزمنة والوقائع والظروف المحيطة بهما. لعب المخرج في عرضه لعبة تصارع الأزمنة بين سنتي 1850 و 1993، فالقطار الأخير هي الحقيقة لعبة زمنية دراماتولوجية تحاكي وقائع اجتماعية وأزمات يعيشها مجتمعان مختلفين، فالأول يصارع أزمة المعيشة ، البطالة وغلق المعامل وتسريح العمال ، كأنه يحاكم السلطة التي أوصلته إلى هذا المستنقع المظلم. أما الشخصية والثانية فتنتظر القطار للسفر والهروب مما تعانيه وسط عائلتها، و تقنعنا أن المحطة مازالت تعمل وأن هناك قطار قادم ليأخذها، بدليل أنها تحمل بطاقة القطار، هذا ما يجعل الشخصية الأولى تدخل معها في صراع جدلي حول الزمن الذي يعيشون ،فيه كل منهما يقنع الآخر ، إلا أنهما لا يخرجان بأي نتيجة لأنه في حقيقة الأمر الوضع الذي تعيشه كلتا الشخصيتين هو نفسه مهما تغير التاريخ . *القطار الأخير * هي مسرحية تحمل في دلالاتها رموزا متناقضة، فالقطار هو أكبر من تلك الرموز، لأن الزمن لا يتوقف عند حدث معين، بل هو يسير مهما كان الشخص أو الحدث، أما انتظار القطار فهو بمثابة انتظار شيء مجهول، خاصة إذا كان الانتظار في محطة مهجورة مند سنوات ،فهذا أكبر دليل أن الزمن بذاته عنصر من عناصر البناء الدرامي في العرض المسرحي ، يهتم كثيرا بالأحداث المصاحبة له،سواء سياسية اجتماعية أو اقتصادية . بما أن مسرحية * القطار الأخير * تناولت موضوعا اجتماعيا اقتصاديا بدرجة كبيرة ، فقد كان زمن الحدث فيه الفترة الاشتراكية للجزائر ، و كيفية التخلص من الأزمة التي تحاصر المواطن البسيط ،متمثلا في الشخصية الأولى، و المسرح في حقيقته ما هو إلا تعبير فني عن واقع اجتماعي ، كان الصراع بين الشخصيتين حول الزمن المعاش، لكن الحقيقة أن التصارع كان كيفية الخروج من الأزمة المعاشة. إذا قلنا أن المسرح هو ترابط للأحداث فيما بينها ، فإن الزمنين المختلفين والمكان الواحد هو أكبر دليل على أن الصراع كان صراع الأحداث المترتبة عن تضخم تلك الأزمة و صراع الشخصيتين في تركيبتهما الإيديولوجية التي صنعها المخرج، إذ أننا نرى كل شخصية خرجت من طبقة اجتماعية معينة ، لكنها دائمة الصراع لأن ما يفرقها أكبر مما يجمعها . اعتمد المخرج على الحوار الذي طغى على أغلب المشاهد المسرحية واستعمل بعض الكلمات الامتثال الشعبية المتداولة في المجتمع الجزائري، ليعطي العرض الصبغة الشعبية لتكون قريبة من المتلقي و كانت حركات الممثلين أغلبها في وسط الوسط نقطة القوة أين ينجذب المتلقي لمشاهدة لعب الممثلين.