لقد كانت فيما مضى رياضة الغوص البحري في بلادنا و باقي النشاطات المائية المصاحبة لها حكرا على فئة معينة دون أخرى نظرا لعدة أسباب لكن ذات الرياضة في الوقت الراهن أصبحت تستهوي معظم الشباب في بلادنا خصوصا في مدينة وهران التي باتت مشتلة لخيرة العناصر في النخبة الوطنية في مختلف الاختصاصات على غرار السباحة بالزعانف , الإنقاذ و الإسعاف, الصيد تحت المائي و كذا الغوص الاحترافي في المسبح و أعماق البحار , و يرى المختصون أن الاهتمام بهذه الرياضة التي تصنف في خانة الرياضات الاستكشافية و التنافسية في آن واحد يمكن أن يرجع بالفائدة على مدينة وهران ليس من الجانب الرياضي فحسب بل أيضا في الجانب السياحي خصوصا و أن مدينة الباهية على موعد مع تنظيم منافسة دولية على مقاس العاب البحر الأبيض المتوسط و يرى المختصون في مجال الغوص البحري أن الاهتمام بهذه الرياضة يواجه عدم وجود مسبح خاص للممارسين الذين يضطرون للاختلاط بعناصر السباحة خلال التدريبات و ذلك ما صرح لنا به نائب رئيس الفدرالية للإنقاذ و الإسعاف و النشاطات المائية السيد بلعربي نور الدين الذي كان حاضرا خلال الدورة الوطنية للصيد تحت المائي التي احتضنها ميناء كريشتل و الذي أضاف أن رياضة الغوص البحري خطت خطوات عملاقة من خلال المنافسات الدولية مؤخرا حيث باتت النخبة دوما تحجز مكانا لها في البوديوم وهو ما حدث في كاس العالم للصيد تحت المائي أين تحصلت الجزائر على المرتبة الثالثة و حلت النخبة الوطنية في المركز الثاني في البطولة العربية بشرم الشيخ في منافسة السباحة بالزعانف و هو ما يبشر بمستقبل أفضل لهذا النوع من الرياضات و تستحوذ الساحة الرياضية الوهرانية على حصة الأسد من التتويجات الوطنية و كذا الدولية فهي تعتبر العمود الفقري للنخبة الوطنية حيث يضيف المدير المنهجي لرابطة وهران للغوص البحري السيد أنس يحيى أن عدد المنخرطين من النوادي في الرابطة في تزايد مستمر و حتى عدد الرياضيين المشتركين في المنافسات تضاعف مقارنة بالسنوات الماضية حيث أنه لهذا الموسم فقط بلغ عدد الرياضيين المنخرطين 1500 منخرط و نظرا لهذا الإقبال الملفت للنظر بات ضروريا إجراء تربصات تكويينية لفائدة المكونين في مختلف اختصاصات رياضة الغوص البحري حيث أشرفت الرابطة الوهرانية بإيعاز من الفدرالية على تأطير مكونين في الغوص درجة أولى و ثانية و هو ما يعتبر بحد ذاته إنجازا يحسب لحساب الرابطة الوهرانية التي أشرفت على تكوين ممرنين في رياضة الإنقاذ التنافسي تحت إشراف خبراء من المنظمة العالمية للإنقاذ و يضيف محدثنا أن مدينة وهران أصبحت دائما تحصد كما هائلا من الميداليات خلال المنافسات الوطنية و هو ما أهّل رياضييها على دخول النخبة من واسع أبوابها في كافة الاختصاصات لكن يبقى تخصيص مسبح خاص لهذه الفئة هاجسا يجب على السلطات القائمة على الرياضة بمدينة وهران أخذه بعين الاعتبار خصوصا و نحن على بعد نحو سنتين من تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط. للإشارة أن الاهتمام بهذه الرياضة ليس وليد اليوم بمدينة وهران بل أن أوائل الغواصين بمدينة الباهية مارسوا الغوص سنوات الخمسينات و الستينات على غرار الحاج بن عبورة و كذا مهاجي حاذق بنارماس و كان لهم باع في انتشار هذه الرياضة .