جون بول فيسكو ل*الجمهورية* : أنجلو بيتشيو رئيس الوزارة الفاتيكانية لقضايا القديسين، سيمثل البابا فرانسيس في مراسم التطويب أكد أسقف أبرشية وهران، جون بول فيسكو، أن الرهبان المسيحيين ال19 الذين اغتيلوا خلال العشرية السوداء، قتلوا مع المسلمين وليس من قبلهم، وأضاف في محاضرة نشطها بمركز بيار كلافري بوهران، بعنوان *التطويب : عن ماذا نتحدث؟ *، أن الرهبان الذين اغتالتهم الجماعات الإرهابية، فضلوا البقاء في الجزائر، ورفضوا جميع الدعوات لمغادرة البلاد، موضحا أن هذا الأمر دليل على رغبتهم في تقاسم معاناة الشعب الجزائري، وتجسيد ما بات يعرف اليوم بالعيش المشترك، مبرزا في نفس السياق، ما جرى خلال التسعينيات لم تكن حربا بين المسلمين والمسيحيين، بدليل أنه كان من بين القتلى أئمة، وأساتذة ومحامين وأطباء وحتى من قوات الأمن، مشددا على أن ما حدث في تلك الفترة، كان الهدف منه زعزعة أمن بلد بأكمله، ولم يستهدف الإرهابيون فئة بعينها.. وكانت المحاضرة التي حضرها جمع غفير من المثقفين والإعلاميين، وحتى من القساوسة والراهبات، فرصة لأسقف أبرشية وهران، لشرح معنى كلمة *تطويب* ولماذا تم اعتبار هؤلاء الرهبان ال19 شهداء، وما هي أسباب تنظيم مراسم التطويب في ولاية وهران، وفي الثامن من شهر ديسمبر بالتحديد.. إلخ، حيث أكد جون بول فيسكو، أن اختيار الكنيسة تسليط الضوء على هذه الشخصيات الدينية )أسقف وهران بيار كلافري، الرهبان السبعة من دير تبحيرين في المدية، والآباء البيض من تيزي وزو، وأيضا رهبان وراهبات الجزائر العاصمة(، ليس بهدف اعتبارهم أبطالا، على أساس أنهم كانوا أناس عاديين، وإنما للقول بأنه حتى في أصعب الفترات، هناك بوادر أمل وهناك دائما طريقا ممكنا للأخوة، موضحا أن المحبة وحدها تسمح لصاحبها من أن يبذل حياته في سبيل أحبائه، وأن المحبة وحدها يمكنها كسر دوامة العنف، ومن ثمة فإن هذا الأمر يعد بشرى للعالم المعاصر، ستتجاوز بذلك كل الحدود. ولدى شرحه أسباب الاحتفال بالتطويب في الجزائر، أكد نفس المتدخل، أن هؤلاء *الشهداء* اختاروا العيش والتضحية بحياتهم في بلادنا، حيث لا تزال كنيستهم تسلك درب اللقاء الذي سلكوه، مثلما أكد أحد الجزائريين، بأن هذا التطويب علامة لبناء مستقبل أفضل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مستقبل يبنى على الاحترام والتفاهم والتعيش المشترك. ولدى حديثه عن الشخصيات التي ستشارك في قداس تطويب هؤلاء الرهبان ال19، أوضح جون بول فيسكو، أنه كان من المقرر تنظيم هذا الحدث في روما، ولكن اقترح على الكنيسة، تنظيمه في ولاية وهران، حيث سيحضر التطويب قرابة 500 شخص، من بينهم أفراد من أسرهم، ورهبان وممثلون عن السلطات الجزائرية، يتقدمهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، وأعضاء الأسقفيات الأربع، في الجزائر. وعلى هامش المحاضرة، كشف أسقف أبرشية وهران، في تصريح لنا، أن التحضيرات تجري على قدم وساق، لإنجاح هذا الحدث الكبير الذي ستشهده ولاية وهران، يوم 8 ديسمبر المقبل، مشيدا بالدعم الكبير الذي تقدمه السلطات الولائية، من أجل استقبال الضيوف، خاتما تدخله أن أنجلو بيتشيو رئيس الوزارة الفاتيكانية لقضايا القديسين، سيمثل البابا فرانسيس الكاردينال، في مراسم تطويب هؤلاء الرهبان ال19.