*المقاولة المستحدثة عن طريق أموال الزكاة تساهم في القضاء على الفقر و البطالة وتشجيع المنتوج المحلي تطرق المشاركون في الملتقى الدولي الثاني حول الإسلام وقضايا المجتمع الذي احتضنته دار الثقافة بسيدي بلعباس على مدار يومين إلى موضوع الزكاة باعتبارها فريضة شرعية وتنمية اجتماعية ودعامة اقتصادية وقد افتتحه الوالي بكلمة أشار فيها إلى أن الزكاة نظام اقتصادي موجه لمعالجة الفقر والإسهام في التنمية ملفتا الانتباه إلى أن صندوق الزكاة الذي احتضنت تجربته الأولى كل من سيدي بلعباس وعنابة في 2003 قبل تعميمه على باقي الولايات يعد أسلوبا ناجعا مافتئ يجلب إليه المزكين من سنة لأخرى. تلاه مأمون القاسمي شيخ زاية الهامل وعضو المجلس الإسلامي الأعلى الذي أشار إلى أن مؤسسة الزكاة مشروع حضاري واعد وأن الصلاة مقرونة بالزكاة في أكثر من 30 أية قرآنية مذكرا بموقف أولئك المسلمين المنبهرين بحضارة الغرب لما كنا ندعو إلى تفعيل دور مؤسسات الزكاة كانوا هم يتشدقون بقولهم : متى كان الإسلام حافزا لتحقيق التنمية و عن أي إقلاع حضاري تتحدثون ؟ وهذا شأن خصوم الإسلام . ونسوا أن الحضارة الإسلامية بخصائصها الارثية هي واقع تاريخي تجسد بأبعاده الاقتصادية الاجتماعية لقرون من الزمن وعليه فان صندوق الزكاة سيكتب له النجاح.هذا وتميزت الجلسة الأولى بإلقاء أربع مداخلات . فلخضر الاخضري من جامعة وهران تحدث عن أثر المقاصد في الاجتهاد في مصارف الزكاة ومواردها وموسى صار عضو في رابطة علماء الساحل من موريتانا تناول موضوع فلسفة في المال في الإسلام وتطرق الشيخ دباغي عبد الكريم من زاوية أدرار إلى الإسلام وقضايا المجتمع بينما الأستاذ بورحلة علال مدير مخبر تسيير المؤسسات بجامعة الجيلالي اليابس فقد بين في مداخلته الكيفية التي تساهم فيها أموال الزكاة في تنمية المقاولة وقال في هذا الخصوص : عندما نوجه بعضا من أموال الزكاة نحو الاستثمار عن طريق إنشاء مقاولة وفقا لشروط محددة وضرورية فإننا بذلك نساهم في محاربة الفقر و التقليص من ظاهرة البطالة التي يعاني منها الشباب وهذا في حد ذاته عمل مكمل لجهود الدولة فضلا عن التوصل إلى صنع منتوجات جزائرية والإسهام في التنويع الاقتصادي وبالتالي التحرر من التبعية .أما الجلسة الثانية فقد تناول الدكتور رديف مصطفى الذي تطرق إلى دور صندوق الزكاة في تحقيق التنمية المحلية فيما تحدث الأستاذ رزيق كمال عن صندوق الرعاية الصحية: الزكاة من جنس العمل ليفسح المجال إلى النقاش الذي كان ثريا ومفيدا . و قد أجاب هنا نور الدين محمدي ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف على بعض الاستفسارات موضحا بأن تحصيل الزكاة يتحسن مع مرور الوقت عن طريق التحسيس وزرع الثقة ملفتا النظر إلى وجود أناس يخرجون الزكاة بانتظام لكن لا يدفعونها للصندوق ودورنا أن نقنعهم بصبها في الصندوق مشيرا إلى أن الهدف الأول لصندوق الزكاة هو محاربة الفقر مؤكدا بان الاستثمارات المستحدثة عن طريق الزكاة لا تتطلب أموالا كثيرة وفوائدها كبيرة جدا.هذا وتواصل تقديم المداخلات في المساء ثم في اليوم الثاني لتتوج أشغال الملتقى الوطني الثاني بعدة توصيات نذكر منها تنمية وتوسيع المشاريع المصغرة وتدريس مادة الزكاة بالجامعات