*صعوبات في تعلم اللغة الفرنسية استطلعت الجمهورية آراء عدد من المختصين في المجال التعليمي وعدد من المواطنين لمعرفة سبب تراجع مستوى التلميذ خاصة في المواد الأساسية منها اللغة العربية والرياضيات . و وضّح الأستاذ قشوش امبارك مدير مدرسة بن نانه دربال بن علي الابتدائية ببويحي أن السنة الأولى والثانية والثالثة ابتدائي تركز على اللغة العربية فقط ، و نجد تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي لا يعرفون قواعد اللغة العربية ونحن كمدرسة ليس لدينا مجال كاف لإعادة تأسيس قواعد لأننا مرتبطون بمنهج محدد. ولا يزال عجز التلاميذ في التحصيل العلمي للغات الأجنبية وخاصة الفرنسية متواصلا ،ودائما ما تسبب نتائج كارثية خاصة لدى تلاميذ الأقسام النهائية في الأطوار الثلاثة ،فعلى الرغم من الإجراءات التي تقوم بها وزارة التربية الوطنية من أجل رفع مستوى التلاميذ ومساعدتهم في إتقان اللغات إلا أن المشكل لا يزال قائما ،وهو ما تعكسه النتائج المسجلة خلال الفصل الأول من هذه السنة سواء في المتوسط او الابتدائي ،فقد سجل تأخر كبير في مواد اللغة الفرنسية.ويعتقد عرابي عبد الكريم مفتش اللغة الفرنسية ،أن المستوى الضعيف للتلاميذ في اللغة الفرنسية راجع إلى غياب التكوين للمعلمين والأساتذة و عدم قدرتهم على التعليم البيداغوجي الصحيح خاصة و أنهم يعلمون اللغة الفرنسية باستعمال العربية ، و للتلاميذ نصيب من المسؤولية فهم في أغلب الأحيان يرفضون دراسة اللغة الفرنسية خاصة بعد المنهجية التي تتبعها مثل اختيار النصوص التي تجعل التلميذ ينفر من هذه المادة ،ولهذا يجب على وزارة التربية الوطنية إتباع منهجية بيداغوجية محكمة لمساعدة التلاميذ على تحصيل علمي جيد للغات ومحاولة تجاوز الإيديولوجيات القديمة .وأظهرت آراء الأساتذة ،أن مستوى التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة ضعيف جدا ولا يرقى إلى المعايير المعمول بها دوليا ،بسبب البرامج التي لا تواكب التطورات وكذا منهجية التعليم التي بقيت تقليدية ،وأضاف الأساتذة أن التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة يعانون من ضعف كبير في المستوى في صعيد كل المواد ،خاصة المواد الأساسية ،حيث تشير الأرقام إلى أن 70 بالمائة من التلاميذ تحصلوا على نتائج ضعيفة في الرياضيات و 20 بالمائة منهم تحصلوا على نتائج متوسطة و 10 بالمائة تحصلوا على نتائج جيدة . وقد أرجع أساتذة هذه المادة سبب هذا المستوى المسجل في المادة إلى التناقض الكبير المسجل بين البرامج وطريقة التدريس ،وكذا كل ما هو نظري وتطبيقي الأمر الذي يجده التلاميذ صعبا خاصة في الامتحانات . وبالنسبة للغة الفرنسية فقد وصلت نسبة التلاميذ أصحاب المستوى الضعيف إلى 40 بالمائة و 35 بالمائة مستواهم متوسط و 25 بالمائة مستواهم جيد . و يرجع 65 بالمائة من الأساتذة سبب هذه النتائج الخاصة باللغة الفرنسية إلى عدم فعالية البرامج ،وكذا طرق التدريس خاصة في المرحلة الابتدائية . على صعيد آخر وصلت نسبة الإعادة في المرحلة الابتدائية 11 بالمائة وفي مرحلة التعليم المتوسط 29 بالمائة أما في المرحلة الثانوية فقد وصلت نسبة إعادة التلاميذ إلى 16 بالمائة ،وبالنسبة للرسوب المدرسي ،فقد وصل في المرحلة الابتدائية إلى 2 بالمائة ،التعليم المتوسط 7 بالمائة والمرحلة الثانوية 5 بالمائة . وبالنسبة إلى واقع الأقسام ،فيصل معدل تواجد التلاميذ في القسم الواحد إلى 40 تلميذا ،في حين ان المعايير الدولية تؤكد أن عدد التلاميذ الواجب تواجدهم في القسم الواحد 20 تلميذا . من جهتها ،دعت فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ ،وزارة التربية للتدخل لدى وزارة التعليم العالي والتنسيق معها من أجل منح تسهيلات للأساتذة للاستفادة من التكوين الجامعي الأكاديمي المتخصص ،والحصول على شهادات مثل الماجستير ،للرفع من قيمة مستوى التحصيل العلمي ،وكذلك تمكين الأساتذة من التحكم الجيد في البرامج الجديدة التي تلقن حاليا عن طريق الحشو . كما أكدت على وضع استراتيجية شاملة تعتمد بالأساس على المدارس العليا للأساتذة التي تعمل على تكوين أستاذ متكامل متمكّن من طرق التدريس و العمل التطبيقي الحقيقي ،وتطالب الفديرالية بالتنسيق بين هذه المدارس و المفتشية العامة للبيداغوجيا لوزارة التربية الوطنية ،حتى يتسنى معرفة حقيقية احتياجات الواقع البيداغوجي والتربوي ،وكذلك التمكن من وضع استراتيجية شاملة للتكوين الابتدائي والمتواصل ،بالإضافة إلى فتح مجالات التكوين الأكاديمي المستمر للأساتذة الموجودين في الميدان .