رغم الكلام الكثير الذي قيل ولا يزل يقال عن الأموال والأجور التي يتقاضها لاعبو البطولة المحترفة في السنوات الأخيرة ، ورغم محاولة الاتحادية وضع حد للارتفاع الجنوني لأسعار صفقات انتقال للاعبين عند نهاية عقودهم وذلك بتسقيف الأجور ، إلا أن الأمور بقيت تراوح مكانها و الأسعار لا تزال ملتهبة في وقت تبقى أسباب ذلك مجهولة ، لكن مقابل تواصل ارتفاع هذه الأثمان نسجل تراجعا كبيرا في مستوى اللاعبين والذي قابله تراجع رهيب لمستوى البطولة المحلية ويبقى غياب اللاعب المحلي عن قائمة المنتخب الوطني اكبر دليل على هذا التواضع في المستوى ،والأكيد أن ارتفاع الأسعار وسعي الرؤساء إلى جلب الأسماء المعروفة جعل الغالبية من الفرق تتخلى عن فكرة التكوين وبالتالي قتل المواهب قبل بروزها على الساحة ، هذا وقد أكد العارفون انه من أهم الأسباب التي جعلت الأثمان تصل حد المليار أو أكثر عند الكثير من اللاعبين هو اعتماد كل النوادي على مساعدات الدولة التي تبقى الجزء المهم في تمويل النوادي وفي ظل غياب قوانين واضحة لصرف هذه الأموال وجشع الرؤساء الذين لهم الضلع الأكبر في ارتفاع هذه الأسعار خاصة وأنهم يستفيدون شخصيا من هذه الصفقات الغالية ،كما أن اللاعب أصبح يتحجج بقصر حياته الرياضية لذلك يتعمد المطالبة بالسعر المرتفع ، ليصبح هدف اللاعبين والرؤساء واحدا وهو جمع الأموال دون مراعاة مستوى الكرة ، و من هذا المنطلق فان الأندية المعروفة بفوزها بالصفقات الكبرى لا تولي أية أهمية للتكوين ، ما جعل الكثير من الأندية تغير تعدادها في كل موسم بنسبة كبيرة وكبيرة جدا ليغيب الاستقرار و يتذبذب المستوى والخاسر الأكبر في النهاية هي كرة القدم الجزائرية ، وإذا كان تغليب اللاعب المحلي للجانب المادي في حياته من خلال تأكيده اللعب لمن يدفع أكثر فان اللعبة تتحول إلى من نشاط رياضي إلى آخر تجاري أين يصبح اللاعب سلعة والرئيس تاجرا و المناجير سمسارا.