جدد وزير المجاهدين, الطيب زيتوني, اليوم السبت بالجزائر, التأكيد على أن اقامة علاقات عادية مع دولة فرنسا متوقف على تسوية مسألة الذاكرة التي لن تتنازل عنها الجزائر. وأوضح السيد زيتوني, بمنتدى يومية الشعب, أنه *لا تستطيع أن تكون العلاقات مع دولة فرنسا عادية وملف الذاكرة لم يتم تسويته* مشيرا الى أن الجزائر لم تقم ,عبر مواجهتها للاستعمار الفرنسي سوى ب*الدفاع عن حقها في الوجود* وهو الحق الذي أيده العديد من الفرنسيين أنفسهم. وأضاف أن الجزائر المعروفة بمواقفها الثابتة *لن تتراجع ولن تسكت عن حقها* وعن الجرائم * , التي لا تسقط بالتقادم, التي اقترفتها فرنسا في حق الشعب الجزائري* . وأشار بالمناسبة إلى أن اللجان المشتركة بين فرنساوالجزائر تعكف حاليا على تسوية الملفات العالقة على غرار المفقودين الجزائريين ابان حرب التحرير, جماجم قادة المقاومات الشعبية المعروضة بمتحف الانسان بباريس, تعويض ضحايا التجارب النووية اضافة الى استرجاع الارشيف الوطني. وأكد الوزير بهذا الخصوص أن الإحصاءات الاولية التي اعدت بالاعتماد على استدعاءات الشرطة والدرك خلال حرب التحرير والمتواجدة حاليا بفرنسا تؤكد وجود *2200 مفقود* مضيفا في السياق ذاته أن ما لا يقل عن *475 كم *من الأرشيف الخاص بالجزائر متواجد بفرنسا. وبعد أن جدد تثمينه لاعتراف الرئيس الفرنسي, شهر سبتمبر الماضي, بمسؤولية الدولة الفرنسية في اختفاء موريس أودان في 1957, أكد الوزير أنه حسب عملية لسبر الاراء, فان *56 بالمائة من الشعب الفرنسي يجهل تاريخ فرنسا الاستعماري بالجزائر*. جمع أكثر من 26.000 ساعة شهادات حية لمجاهدين عن الثورة وكشف وزير المجاهدين أنه في اطار جمع الشهادات الحية ممن عايشوا حرب التحرير تم الى غاية 3 ديسمبر المنصرم, جمع أكثر من *26 ألف شهادة من 30 ألف مجاهد* ستوضع تحت تصرف الباحثين والمختصين في تاريخ الحركة الوطنية. كما أحصت الوزارة 1277 مقبرة للشهداء عبر الوطن, 126 مربع للشهداء, 3487 معلم تاريخي وما لا يقل عن 1461 سجن و مركز تعذيب ابان لثورة التحريرية. وأشار بالمناسبة الى أنه في اطار الاتفاقية المبرمة مؤخرا مع وزارة السياحة تعمل وزارة المجاهدين حاليا على اعداد *دليل السياحة التاريخية* الذي سيضم كل المعالم التي تشهد وتؤرخ لكفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. وأشار في هذا السياق الى أن وزارة المجاهدين مستعدة للتنسيق والتعاون مع الجميع من أجل كتابة تاريخ الحركة الوطنية والثورة وتوفير المعلومات اللازمة لذلك. بالمناسبة كشف الوزير أن أكثر من مليون و200 الف شخص توافد على المتاحف الجهوية خلال سنة 2018 كما تم توزيع 100 قرص مضغوط حول تاريخ الثورة على المؤسسات التربوية عبر الوطن. وشدد في هذا الاطار على أهمية الاعتناء وكتابة التاريخ لكي لا يقرأ الجزائريون *ما يكتب من وراء البحار عن تاريخ ثورتهم* --كما قال--. وتطرق السيد زيتوني في سياق اخر الى أهم الاجراءات التي قامت بها الوزارة من أجل التكفل الامثل بفئة المجاهدين وذوي الحقوق عبر التخفيف من الاجراءات الادارية واعادة النظر في بعض القوانين وربط المديريات الجهوية بالبطاقية الوطنية للحالة المدنية. وفي سياق ذي صلة, أكد السيد زيتوني أن الاعتراف بالمجاهدين الذين شاركوا في الثورة التحريرية توقف نهائيا منذ 2002 خلال المؤتمر التاسع للمنظمة الوطنية للمجاهدين. وفي اجابته عن سؤال متعلق بمصير فيلم الشهيد * العربي بن مهيدي* جدد الوزير التأكيد على أنه *لم ولن يمنع* الفيلم من العرض مشيرا الى أنه تم عقد عدة لقاءات مع مخرجه لدراسة الملاحظات التي أبدتها لجنة القراءة حول السيناريو. وبعد اشارته الى أن الملاحظات تتمحور أساسا حول *التواريخ و بعض المواقف* أكد الوزير أن المخرج (بشير درايس) *استجاب* للعديد من هذه الملاحظات. وأضاف في سياق متصل أن توقيف مشروع الفيلم الذي يروي حياة الشهيد زيغود يوسف يعود للوضعية المالية التي تمر بها البلاد.