تقول الوثائق التي أرّخت لحياته أنه ولد في غرفة فندق، لأن أهله لم يكن لهم بيت خاص للسكن... إنه الكاتب المسرحي يوجين أونيل أحد أضلاع مثلث المسرح الأمريكي في القرن ال20. كان يوم ميلاده ال 16 في أكتوبر سنة1888، أما تاريخ وفاته فكان يوم ال27 نوفمبر 1953 ، حاز على جائزة نوبل للأدب سنة1936 ، وهو متخرج من جامعة « برنستون « ، اهتم بالمسرح فكتب وبرع فيه وكان إلى جانب كل من آرثر ميللر وتينسي ويليامز وهما من أهم الأسماء في القرن ال20 . عرفت مسرحياته نجاحات كبيرة داخل وخارج أمريكا، حيث ترجمت أعماله إلى عدة لغات خاصة بعد حصوله على جائزة نوبل للآداب ، كتب يونيل الكثير من النصوص منها الطويلة ومنها ذات الفصل الواحد التي أجاد فيها إجادة كبيرة، منها «زيت الحيتان»، و«الحبل» و « حيث وضعت علامة الصليب» التي تعد من أنجح أعماله ذات الفصل الواحد، حيث أجاد فيه بشكل كبير وتحكم في عناصر الحكي كما في القصة القصير، أغلب أعمال « يونيل» القصيرة تجري أحداثها في عوالم البحر ، ما يوحي أنه كان مغرما بالبحر وعوالمه المثيرة، على غرار عرض « وضعت علامة الصليب» الذي يتحدث فيه عن قبطان غرقت باخرته ونجا هو مع بعض بحارته ، وأثناء البحث في جزيرة مهجورة عن سبل العودة يعثر على كنز، فيعمد إلى دفنه راسما علامة الصليب في مكان الدفن ، وعند عودته إلى بلدته سالما مع عدد من بحارته ، يقوم بإرسالهم مجددا لجلب الكنز، وخلال فترة ترقب عودتهم يُحول منزله إلى غرفة مراقبة ويصاب بمرض ، ما يجعل ابنه يسعى إلى وضعه في مصحة للأمراض العقلية، لكن يتضح في النهاية أن الابن نفسه مصاب مثل الأب بهوس الكنز المدفون. كتب يونيل أعمالا رائعة خلدت اسمه في سجل المسرح في أمريكا وخارجها، .وعرفت مسرحياته عروضا كثيرة من أجل ترجمتها وعرضها بلغات أخرى واستقبلت بشكل جيد من النقاد، بدأ أوجيل مسيرته بمسرحية « وراء الأفق « سنة 1920 ، التي تروي قصة أخوين يحبان نفس الفتاة، والتي نال بها جاىزة « البولتزر « ، وهي أرقى الجوائز الأدبية في أمريكا، حيث استقبل النقاد هذه المسرحية استقبالا جيدا فأشادوا بها وبكاتبها الذي فتحت له بعدها أبواب مسارح « برودواي «، وبعد هذه المسرحية توالت أعمال «يونيل» الذي لقي منافسة في احتلال الريادة من قبل « آرثر مييلر « و« تينسي ويليامز» . من أهم أعمال يونيل أيضا نذكر» أنا كريستيّ ، و« فاصل غريب»، ثم مطولاته الرائعة مثل «رحلة يوم طويل في الليل» ، و« الإمبراطور جونز» ، « رغبة تحت شجرة الدردار» و« الإله الكبير براون» التي تعد واحدة من روائع المسرحيات في أمريكا ، إلى جانب عمله الرائع «القرد الكثيف الشعر» الذي كان لي حظ قراءته باللغة العربية في سبعينات القرن الماضي ، وكم سعيت مع أصدقاء من أجل تجسيده علي الركح ، لكن ذلك لم يحدث ذلك، إضافة إلى روائع أخرى مثل « الحداد يليق بالكيترا « ، وهكذا فإن يوجين أونيل واحد من الذين كانت لهم السيطرة الكاملة على المسرح في أمريكا في القرن ال 20،رغم أنه كانت هناك أسماء أخرى تتهافت عليها مسارح « برودواي» أشهر الشوارع الفنية في أمريكا وأكثرها عراقة.