أكد وزير الشؤون الدينية والاوقاف محمد عيسى, اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, أن تجربة الجزائر في اجتثاث التعصب والتطرف الديني *هي الوحيدة التي تستقطب اهتمام الدول* بالنظر الى خبرتها الطويلة المكتسبة في المجال. وقال السيد عيسى, بمنتدى يومية الشعب, أنه مقارنة بدول الجوار فان *دور الجزائر في اجتثاث التشدد والوقاية منه هو الذي يستقطب الجميع* لانها تتحدث عن *تجربة حقيقية خرجت منها سليمة* وتريد أن تستفيد منها الدول التي تعاني من هذه الافة على غرار دول الساحل. وأضاف أن الجزائر اليوم وبفضل مجهوداتها *تخرج من الارهاب و تؤسس لمبادئ الوسطية والاعتدال* وأصبحت *نموذجا عالميا في مجال العيش معا في سلام*. وبخصوص الدورات التكوينية التي استفاد منها عدد من ائمة دول الساحل, أكد الوزير أن هذه المبادرة تدخل في اطار مساعي الجزائر للتعريف بالتجربة الجزائرية في محاربة التطرف العنيف ومكافحة الارهاب , مذكرا أنه في سنة 2014 استفادت فرنسا أيضا, بموجب اتفاقية, من تكوين ائمة من فرنسابالجزائر. كما تهدف هذه الدورات لفائدة ائمة دول الساحل التي *تشترك مع الجزائر في المرجعية الدينية*, الى تحسين مستوى هؤلاء و*ابطال الاسس الايديولوجية* التي تعتمد عليها الجماعات الارهابية. وكشف السيد عيسى بالمناسبة أن الجزائر وافقت على طلب من الصين لتكوين مجموعة من الائمة عبر دورات قصيرة وطويلة المدى بالجزائر مثل ائمة دول الساحل تؤهلهم للتصدي للافكار الوافدة عليهم. وفي موضوع متعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة ودور المسجد في التعبئة أكد وزير الشؤون الدينية أنه سيتم العمل على فرض القوانين المنظمة للانتخابات التي تفرض على بيوت الله الحياد. وأضاف أن دور المساجد والائمة كان ولا يزال تحسيس المجتمع والتفاعل مع مختلف الاوضاع ومحاربة خطاب الاحباط. واعتبر في ذات الصدد أن الجزائر هي عرضة لمجموعة من محاولات *الاستلاب* على غرار ظاهرة الحرقة واحباط معنويات الجزائريين وهي افات تعمل المساجد ال18 ألف المتواجدة عبر الوطن على محاربتها. وفي حديثه عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية, أشار الوزير الى أن هذه الاخيرة ليست جزائرية بل عالمية انتجتها العولمة التي تعتمد من خلالها الدول الغربية المستقبلة للمهاجرين على الانتقائية كما هي ايضا نتاج أوروبا الاستعمارية التي *كسرت أسس التنمية في افريقيا وصنعت الفقر والتنازع دفعت بابنائها الى الهروب*. وأضاف بهذا الخصوص أن الجزائر التي هي أيضا ضحية رفضت أن تكون جدار الصد للمهاجرين الافارقة, مذكرا أن الافارقة الراغبين في العبور الى الضفة الشمالية من المتوسط عبر الجزائر يتلقون معاملة حسنة بالجزائر وتضمن لهم الرجوع الى بلدانهم في ظروف جيدة بالرغم من الانتقادات والضغوط التي تتلقاها الجزائر جراء سياسيتها هذه.