يعيش سكان دوار أولاد مالك التابع لبلدية لعمارنة يقع على بعد 6 كلم عن مدينة بلعباس حياة بدائية محضة تنعدم فيها كل شروط الحياة الكريمة، فرغم أنهم من قبيلة العمارنة وهم السكان الأصليون لسيدي بلعباس،وهي القبيلة التي قدمت ما يفوق عن ال 50 شهيدا خلال ثورة التحرير المظفرة. وكان لهم موقف ثابت خلال العشرية السوداء ،فرغم أن الدولة الجزائرية خصصت أغلفة مالية هامة لتحسين الإطار المعيشي لسكان القرى و المداشر إلا أن دوار أولاد مالك لا يزال منكوبا و يئن تحت وطأة الإهمال و سكانه يعيشون الفقر المذقع في ظل انعدام أبسط الضروريات و أساسيات الحياة الكريمة.فلا تزال بوادر البؤس بادية فلم يشهدوا أي بادرة لتحسين الإطار المعيشي الذي بات يزداد سوءا يوما بعد الآخر. ندرة في قارورات البوتان من أهم انشغالات سكان دوار أولاد مالك انعدام الغاز الطبيعي فرغم أن المنطقة لا تبعد عن مقر عاصمة الولاية ب 6 كلم فقط إلا أنه لم يتم ربط المنطقة بالغاز الطبيعي وهو ما بات يؤرق السكان الذين يضطرون إلى التنقل نحو بلديات مجاورة من أجل اقتناء قارورات غاز البوتان و ما ينجر عنه من متاعب ومصاعب خاصة في فصل الشتاء الذي يعرف إقبالا كبيرا على قارورات غاز البوتان وهو ما يتسبب في ندرة كبيرة في هذه المادة الحيوية. الماء ساعتان في الأسبوع اشتكى سكان دوار أولاد مالك من ضآلة حصة المنطقة من المياه الصالحة للشرب بحيث تصل المياه إلى حنفيات بمعدل ساعتين فقط في الأسبوع،وهو ما أنهكهم كثيرا خاصة وأن هذه المادة حيوية لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها،فبات يؤرقهم كثيرا شراء المياه للشرب ولاستعمالات أخرى من خلال الصهاريج،لذلك فطلبهم الأساسي هو توفير المياه الصالحة للشرب من أجل رفع الغبن عنهم. «مطامير» للصرف الصحي كما يؤرق سكان دوار أولاد مالك مشكل انعدام قنوات الصرف الصحي حيث أن المياه المستعملة تتجمع في حفر وتصب في البيئة وهو ما بات يشكل مشكلا بيئيا حقيقيا وأصبحت هذه الحفر مصدر خطر على سكان المنطقة خاصة الأطفال الذين هم معرضون للسقوط داخلها في أي وقت. مسالك ترابية تتحوّل إلى أوحال في الأيام الممطرة ما زاد من تذمر قاطنة هذا الدوار هو غياب التهيئة الحضرية ومن ذلك طرقات المنطقة الرئيسة والفرعية التي لا تزال مجرد مسالك ترابية بحيث لم تستفد من عمليات للتهيئة،فاهترائها حسب السكان يظهر جليا خلال موسم الأمطار بحيث تتحول المنطقة إلى مستنقعات وبرك مائية تحول دون تنقل الأشخاص من مكان لآخر. والي بلعباس يخص الدوار أمس بزيارة ويستمع لانشغالات السكان ومن جهته تعهد والي ولاية سيدي بلعباس الذي خص أمس هذا الدوار بزيارة ميدانية أنه سيتم في سنة 2016 التخلص من الحفر الصحية،وبالنسبة للغاز الطبيعي فتعهد أيضا بتوصيله إلى هذه المنطقة خلال هذه السنة،بحيث سيتم الانطلاق في غضون شهرين على الأكثر حسب الوالي بالانطلاق في مشروع ربط منازل دوار أولاد مالك بغاز المدينة وهو من الأولويات والضروريات التي يتطلع إليها سكان المنطقة،ليتم بعدها وفي مرحلة أخرى خلال السنة المالية القادمة عملية التحسين الحضري وتعبيد الطرقات و توفير الإنارة العمومية و تهيئة الأرصفة.