يتغنى العديد من الفنانين بوهران، بمقاطع فنية غالبا ما يطبع عليها طابع الحنين والشوق إلى هذه المدينة العريقة، حيث تجدهم يؤدون أغان من التراث القديم، وكأن هذه الولاية، تعيش سنوات من الحزن والحسرة واليأس، متجاهلين الطفرة التي تعرفها عاصمة الغرب الجزائري، في زمن الرقمنة والتكنولوجيا والمشاريع الاستثمارية الضخمة التي استفادت منها، في الأعوام الأخيرة .. فما هو سبب جنوح هؤلاء المبدعين إلى صفحات فنية قديمة؟ ، تبكي على حال وأطلال وهران، ولماذا لا نجد فنانين يبرزون جماليات المدينة وتوسعها العمراني، الذي عرف قفزة نوعية من حيث المرافق الثقافية والفندقية والسياحية والرياضية.. إلخ، فهل المشكل في ندرة الكلمات أم تقوقع المبدعين في مركبة الماضي، حيث تجدهم يتحدثون عن مواضيع أكل الدهر عليها وشرب، وتعود في الكثير من الأحيان إلى الحقبة الاستعمارية، فهل الأغنية الوهرانية، باتت فقيرة إلى هذا الحد من ناحية الحرف والنغمة؟ أم تحتاج إلى مشروع ونفس جديد تتبناه جهات معنية برقي وتطوير هذا النوع من الطبوع؟ ، لأننا اليوم نعيش في زمن مليء بالتحديات خاصة وأن وهران مقبلة على تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وتحتاج إلى ترويج فني متزامن مع الحركية والنهضة التي تعرفها اليوم، حتى لا نبقى في أشرطة مشروخة تبكي على الباهية وأيامها الخوالي ..