توزيع ما يفوق 200 وجبة إفطار في اليوم طيلة الشهر الفضيل لم تعد أقلامنا قادرة على وصف معاناة المسنين، وقسوة المشهد الذي عايشناه أول أمس بدار العجزة ،.. مُسنون رماهم الدهر في أرذل العمر، ليجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها بين أربعة جدران وفي حجرة باردة تفتقد لدفء العائلة. ومن أجل مشاركتهم وجبة الإفطار توجهت جريدة «الجمهورية» ككل رمضان نحو دار العجزة لدار الضياف بمسرغين، أين تجدد الموعد في ظل غياب بعض الوجوه التي غادرت الحياة ، وهما الراحلين عمي حسان والبشوش بوعبد الله ، أما جمعية « أيادي الرحمان» فقد كانت في الموعد كعادتها ، تشرف على تقديم وجبة الإفطار على شرف المقيمين بالمركز، كما كانت هناك مشاركات رمزية من جمعية « نجمة البحر « للسيدة نسيمو ثابت، بالإضافة إلى شخصيات دينية على غرار بن جفال لزرق إمام مسجد عمر ابن الخطاب بدوار بوجمعة والشيخ الحاج لخضر، و الملازم الأول للشرطة وحدة مسرغين وقائد الحماية المدينة لدائرة السانية، ناهيك عن مشاركة جميع متطوعي الجمعية الذين أبوا إلا أن يدخلوا السعادة والفرحة على قلوب المقيمين، ولو لساعات معدودات، عسى أن ينسوا كيد الزمان و جرم أهلهم و أبنائهم الذين سولت لهم أنفسهم رمي ذويهم بدار المسنين، هذه الأخيرة التي استقبلت نزلاء جدد هذا العام . .... الساعة كانت تشير إلى السادسة مساء عندما حطت قافلة أيادي الرحمان بدار المسنين لمسرغين، وتحت أنظار السيدة وهيبة هوام التي قدمت التسهيلات بدأت التحضيرات حتى ينجح هذا اللقاء، فالكل يعمل بجد ونشاط تحت إشراف لحمر أمير رئيس جمعية أيادي الرحمان الذي تتكفل عائلته بنفقات الإفطار، فيما كان رضا كعادته في التوجيه والإرشاد ، والكل يعمل على شاكلته وحسب التوجيهات التي كانت قبل المباشرة في التحضيرات لهذه المائدة، وقد سبقت بعض النسوة من متطوعات بمطعم المركز لبداية الطبخ وجبة الإفطار، فرغم شقوة الصيام إلا أنهن لم يتعبن من تحضير أشهى الأطباق و الأكلات الشعبية التقليدية على غرار «الرقاق» وطبق الزيتون بالدجاج ، بالإضافة إلى البوراك وطبعًا الحريرة «الفريك»، ناهيك عن مختلف الفواكه الموسمية ومزيج من المشروبات الغازية والعصائر... وبحلول الساعة الثامنة والتسع دقائق الجميع كان على مائدة الإفطار ليرفع على مسامع الجميع أذان المغرب وسط فرحة لا توصف للمقيمين، فالمطعم كان يعج بالحركة ، ووجبة الإفطار كانت بالنسبة إليهم أول أمس غير عادية، باعتبار أن المقيمين أفطروا مع ضيوفهم وسط أجواء رمضانية جميلة. وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار كان الموعد مع تسليم الهدايا من طرف جمعية أيادي الرحمان للمقيمين، كما أبت الجمعية إلا وأن تقوم بحفل عيد ميلاد أحد أعضاء الجمعية سامي مع المقيمين بالمركز بعدما قام أحدى الأعضاء بتحضير كعكة كبيرة، وسط أجواء حميمة ذكرت أحد النزلاء بأيام خلت عندما كان يفاجأ أحد أبنائه بعيد ميلاده، لكن هذا الأخير عوض أن يرد الجميل قام بوضعه في مركز المسنين. للإشارة فإن جمعية أيادي الرحمان التي لا تتلقى أي إعانة من الدولة رغم امتلاكها لاعتماد منذ 2015 تقوم للسنة الخامسة على التوالي توزيع ما لا يقل عن 200 وجبة إفطار ببلدية السانية ووهران، بالإضافة إلى مساهمات كثيرة ونشاطات متنوعة في هذا الشهر الفضيل، حيث تقوم عائلة لحمر رفقة بعض الشباب المتطوع للجمعية بتوفير نفقات المأكل والمشرب، في سبيل كسب الثواب والتقرب من الخالق عز الوجل الذي يمهل ولا يهمل، في وقت قست فيه القلوب لدرجة أن من كان الأمس في المهد يرمي أوليائه في مركز المسنين على خطوات من اللحد. كما وجه الجميع الشكر والتقدير للطباخات والقائمات على 200 وجبة إفطار في اليوم ويتعلق الأمر بلعربي فاطيمة ودايخ حليمة، رفقة كل من مفتاح مخطارية ومفتاح الزهرة وبوهدة رحمة وبوسديرة فاطيمة، اللواتي قضين طيلة شهر رمضان لتحضير وجبات الإفطار التي كانت توزع من طرف جميع اعضاء ومتطوعي جمعية أيادي الرحمان على ما المعوزين بالسانية وحي بلاطو....