كثرت الاحتجاجات الشعبية في الآونة الأخيرة بالموازاة مع حراك الجمعات و تعددت الطرق و تنوعت الكيفيات من غلق للإدارات و قطع للطرقات و شل حركة سير المركبات و الراجلين ووقف وسائل النقل و حركة القطارات للحصول على حقوق مهضومة تراكمت تراكم السنين بل العقود و أضحت المطالب الاجتماعية ملحة بعد أن بلغ السيل زبا و نفذت قدرة التحمّل لدى المحتج الغاضب المطالب بالقليل المشروع و قد كانت البلديات الأكثر عرضة للغلق بالقفل الحديدية و الجدران الإسمنية و حتى بالأمواج البشرية و بلغ الأمر أن عاد المير و المنتخبون إلى مكاتبهم مرفقين بالقوة العمومية لحمايتهم من غضب ساطع آت من أشخاص قهرهم الظلم و التهميش و الحقرة و حررهم الحراك أناس لا يرون الماء بالحنفيات إلا صدفة أنهكهم العطش و نخر أجسادهم عناء جلب الماء من بعيد واستنزفت الصهاريج جيوبهم الفارغة .شباب ليس له ريع بعد أن حرم المتعلم منهم قبل الأمي من منصب عمل حتى بلغ الأربعين و هو يحلم ب«سكنى» . عمال ظلوا لعقود بعقود مؤقتة و شهرية لا تتعدى 5000 دج يقهرون جوعهم و حاجات أطفالهم بصدقات الأقارب و المحسنين . و كانت المطالب مشروعة لكن المطالبة بها جاءت للأسف بغير سلمية الحراك حيث انتشرت مقاطع فيديو وصور من الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي و عبر وسائل الإعلام أظهرت أعمال عنف وشغب و تخريب في الشوارع و قطع حركة الطرقات بالحجارة و النار و عرقلة الخدمة العمومية و انزلقت الأمور إلى أن وصلت إلى حالات انتحار بإضرام النار و استدعت الاحتجاجات تدخل أعوان الأمن .. و المتضرر الأكبر أختي التي جاءها عذاب المخاض في زحمة الاحتجاج كاد أن يودي بحياتها .. أبي العامل الذي طرد لتكرار التأخر بسبب وسائل النقل المقطوعة و غيرها من الحالات الاجتماعية التي طرحها الاحتجاج و قطع الطرق على مواطنين بسطاء ..فالسلمية الآن أكثر من ضرورية لبناء جيل مثقف يمتثل بسلف تميز بسلمية حراكه و تحضّر تصرفاته و تديّن أخلاقه.