مسيرة استثنائية عرفتها قسنطينة أمس لم تكن مثل سابقاتها حيث كانت أكثر حماسة و ضمت أكبر عدد من آلاف المواطنين الذين خرجوا في يوم استقلال الجزائر من المستعمر الغاشم ليؤكدوا على استقلالهم للمرة الثانية من العصابة الفاسدة و على المضي نحو جمهورية جديدة قائمة على العدل والنظام فكان الخامس من جويلية 2019 بمثابة تاريخ هبت فيه رياح الاستقلال من جديد على أرض المليون والنصف مليون شهيد الطاهرة,و قد جابت المسيرة رقم 20 شوارع وسط المدينة أين حمل المتظاهرون من خلالها العديد من الشعارات التي لازالت تطالب برحيل كل رموز النظام في أجواء حماسية وحارة لم تنقص من عزيمتهم وتمسكهم بمطالبهم التي لا تزال عالقة حسبهم بين الاستجابة والتعنت خاصة فيما يتعلق ببعض الأسماء المتشبثة بالحكم على الرغم من الرفض الشعبي لها, كما رفع الحراك الذي أحيا عيد الإستقلال بوضع باقة زهور أمام نصب الشهداء في ساحة العقيد عميروش على وقع نشيد قاسما وغلفه العلم الوطني وغلبت ألوانه على كل من في المسيرة رجالا ونساءا شيوخا وأطفالا شعارات معبرة عن إرادة الشعب بتطبيق المادتين 7 و8 ومنادية بجزائر حرة ديمقراطية و دولة مدنية لا عسكرية فيما تعالت أصواتهم في ارادة منهم لبعث رسالة صمود ووعي بأهمية التغيير الجذري للنظام في هذه المرحلة التي حقق من خلالها الشعب الجزائري انتصارات كانت شبيه بانتصار أبناءها من مجاهدي وشهداء ثورتها المباركة,حراك الاستقلال بقسنطينة وعلى غرار حراك باقي ولايات الوطن عرف مشاركة واسعة من كل فئات المجتمع في هذا المعاد التاريخي وشكل صورة مؤثرة تقشعر لها الأبدان أين قدم شبابها درسا لكل المشككين في عزيمتهم والمزايدين على حبهم لوطنهم حيث تعالت الأصوات و توحدت على مطلب واحد وهو بناء دولة قوية تنهض بقطاعاتها وخيراتها دون نهب أو سرقة و عادلة يحكمها القانون ويسودها النظام بتظافر جهود كل فئات المجتمع العازم فعليا على ذلك.