احتفل الشعب الجزائري أمس بالذكرى ال57 للاستقلال التي تتزامن هذه السنة مع الحراك الشعبي الذي خرج فيه الشعب منددا بالاستبداد و الفساد و الظلم و الحقرة ، مطالبا بالعدالة و جزائر جديدة يسترجع فيها الجزائريون حقوقهم المسلوبة، و بين التاريخين يبقى الشعب واحدا في روحه الوطنية و تفانيه في حب الوطن،و في رفضه للاستبداد، و هو الذي قدم الغالي و النفيس خلال عقود الاستعمار المظلمة من مال و قوافل شهداء قدموا قرابين من أجل الاستقلال من نساء و رجال و شباب في عمر الزهور فضلوا الثورة و الاستشهاد و حرية الوطن على الحياة بدون كرامة و عزة تحت نير الاستعمار الفرنسي الغاشم، كما أن أبناءه و أحفاده من جيل الاستقلال ،و الأجيال الصاعدة لم يتخلوا اليوم عن تلك القيم الخالدة من صمود في وجه الظلم بكل مظاهره،و حب للجزائر حتى النخاع،و روح الوطنية و التضحية،حيث عادت هذه القيم لتطغى على المشهد السياسي عندنا عبر مسيرات سلمية للاحتفال بالجزائر و العلم الوطني و الشهداء الأبرار، و إعلان حرب على الفساد (...) . و إذا كان 5جويلية 1962 قد كلل سبع سنوات من ثورة نوفمبر ضد الاستعمار الفرنسي و ما اقترفه من جرائم في حق الجزائريين بالاستقلال، فان الحراك الشعبي اليوم جاء ليحرر الجزائر من مظاهر الفساد السياسي و الاقتصادي و الظلم الاجتماعي و يعيد الشعب و الشباب إلى حضن وطنه للتنديد بفساد تسلل إلى كل أجهزة الدولة و دوائر الحكم متسببا في الكثير من المظالم و الحرمان و الفقر و الإقصاء و التهميش و ضياع الحقوق و تعطيل مسار التنمية و التقدم في ظل عدم احترام القوانين ،و استغلال النفوذ و السلطة أبشع استغلال و إلى أبعد الحدود ،و هو وضع جد مزري لكنه أمر واقع فرض نفسه على الجزائر،و لهذا فضل الشعب الذي فقد ثقته في دولته و الهيئات المنتخبة التي تمثله و الطبقة السياسية ،أن يأخذ زمام الأمور بيديه عبر هذا الحراك مطالبا بالتغيير،من خلال مسيرات إدانة الفساد و الاستبداد و الفاسدين لإحقاق الحق،و العودة إلى دولة القانون.