تفصلنا أيام قليلة عن حلول الذكرى ال 57 لاستقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962، التي تحل و الجزائر تعيش ظروفا خاصة تتمثل في الحراك الشعبي الذي يطالب بالتغيير من أجل مستقبل أفضل لبلادنا و شعبها، وإذا كانت الاحتفالات بالأعياد الوطنية الكبرى و منها أول نوفمبر، و5 جويلية في السنوات الماضية تمر مرور الكرام باردة بلا صدى و لا أثر يذكر باستثناء وضع باقات الزهور في النصب التذكارية للشهداء وقراءة سورة الفاتحة و الترحم على أرواحهم الطاهرة ،فإن الاحتفال بذكرى الاستقلال هذه السنة يحمل طابعا خاصا مميزا لأنه يتزامن مع الحراك الشعبي و فعالياته، وما أفرزه من تطورات أبرزت انبعاث الروح الوطنية وسط الشعب الجزائري بما فيهم الشباب الذي أكد ارتباطه بوطنه الجزائر و شهداء ثورة نوفمبر الخالدة الذين حضرت صورهم بقوة في مسيرات الحراك، دون أن ننسى ترديد الأناشيد الوطنية في رحلة عودة إلى الجذور والماضي وتجديد الارتباط بتاريخ الجزائر المجيد، بعد سنوات بل عقود القطيعة حيث كان الشباب فاقد الثقة في تاريخه، ناقما على شخصيات تاريخية خانت ثورة نوفمبر و الشعب ككل، وشوهت قيم تلك الثورة العظيمة عندما استلمت زمام الحكم والسلطة بعد الاستقلال،و مارست الفساد المالي والسياسي. إنها رحلة مثيرة بين جزائر 5جويلية 1962 عندما استرجع الشعب استقلال بلاده، واليوم في خضم الحراك الشعبي الذي يؤكد فيه الشباب الجزائري أنه لا يقل وطنية ولا فخرا بالانتماء إلى الجزائر وشعبها، عن شباب الاستقلال وشباب ثورة نوفمبر الخالدة، هي الجزائر عظيمة بشعبها و شبابها الصامدين في وجه الظلم و الفساد في كل زمان ومكان، والمتمسكين بالقيم الوطنية لثورة نوفمبر، والمعتزين بشهداء الجزائر و علمها الذي أصبح هو لون الحراك الشعبي، ورمزا لعودة الروح الوطنية إلى شبابنا فبعد 57 سنة هي عمر الإستقلال، نرى اليوم الشعب كله وعلى رأسه الشباب يقود هذا الحراك ضد الفساد والظلم والإقصاء بقوة و طول نفس و إصرار على تحقيق مطالبه، وهو حراك تحرير الجزائر من الفاسدين.