تعرض خيمة « سلسبيل البسكرية « بشارع شارل اومان وسط مدينة وهران مختلف الأكلات التقليدية التي تشتهر بها مناطق شرق البلاد و بعض المدن الصحراوية كبسكرة، باتنة ، قسنطينة و المسيلة و غيرها ، حيث توفر للزبون أطباقا جزائرية ذات مذاق حار وسط ديكور صحراوي جميل تزينه لوحات مدينة وهران القديمة. مع وضع موسيقى تارقية وصحراوية من شأنها أن تخلق جوا ملائما للزبون في المحل . ومن أجل استكشاف المحل ، قمنا بزيارة « الخيمة البسكرية « ، فاستقبلنا أصحابها بترحاب ومحبة كبيرين، وقدموا لنا أسعار المأكولات التقليدية التي يقدمونها والتي كانت في متناول الجميع ، بحيث حدد سعر الزفيطي ب 600 دج للمهراس ، إلا أنه يمكن للزبون أن يطلب قدر نصف مهراس أو اقل ، بما قيمته 300دج أو أقل، كما توفر الخيمة أيضا أكلة « الشخشوخة « التي يعشقها سكان الشرق الجزائري و كثيرا من العائلات تحضرها في كطبق أساسي في مواسم الأفراح والأعراس، و توفرها خيمة «سلسبيل « حسب حجم الصحن ابتداء من 200دج ، كما هو الحال بالنسبة لطبق « الدوبارة « البسكرية ، بحيث تعتبر الأكلات السالف ذكرها الأكثر طلبا حسب ما أشار إليه النادل إبراهيم الخليل إلى جانب المحاجب الساخنة و الحارة. وتجدر الإشارة إلى أن الأفراد الذين يديرون مطعم الخيمة التي تتوفر على مقهى صغير يعرض مختلف المشروبات الباردة و الساخنة هم من عائلة واحدة، وتتكون من ربة البيت التي تسهر على إعداد الأكلات في مطبخ خلف الخيمة ،والأولاد الذين يساعدون والدتهم في التنظيف وفي خدمة الزبائن ، و هم إبراهيم الخليل و أبو بكر الصديق و أحمد بلال تحت إشراف والدهم بالطبع السيد نور الدين المعروف ب« النوري»، و الذي أكد لنا أنه يحثَ أولاده على تقديم أحسن الخدمات للزبائن بلباقة واحترام، حيث قال إنهم يحرصون على إرضاء الزبون من خلال احترامه وكسب ثقته، و أيضا الحفاظ على شروط النظافة في المحل. أم سلسبيل تفصح عن أسرار مطبخها : ومن جهتها لم تبخل علينا أم سلسبيل و منار، رغم أنها كانت منشغلة بإعداد الأطباق بمطبخ صغير مغلق خلف الخيمة تحت درجة حرارة مرتفعة من شدة حر الطقس و نيران الأفران بالرد على أسئلتنا المتعلقة بوصفات الأكلات التقليدية و سر نجاحها منها وصفة « الزفيطي» اللذيذ ، مؤكدة أن هذه الأكلة الحارة معروفة بمدينة بسكرة و مسيلة و بوسعادة ، ويختلف مذاقها قليلا لتباين بعض المكونات من منطقة إلى أخرى أو مطبخ إلى آخر، أما عن طريقتها فقد أكدت أنها نفس الطريقة الأساسية لإعداد « الزفيطي»، إلا أنها لا تضيف له البصل كما يفعل البعض و تركز على كمية البهارات والعطور التي تضيفها إلى المرق و نوعية الفلفل، أما فيما يتعلق بسر مذاق طبق الدوبارة اللذيذ، فقد أشارت أنها تعتمد على نوعية جودة المكونات اللذيذة من فول و حمص و حشيش و فلفل أخضر فكلما كانت الطريقة مضبوطة والمواد أكثر جودة كان المذاق لذيذا ، و قد أكدت محدثتنا أيضا أنها جلبت كميات معتبرة من المواد الأساسية من مدينة بسكرة لإعداد أهم الأطباق بالخيمة.