الأكيد أن المار على ولاية المسيلة ببلدياتها، سيتذكر أن هذه الولاية تحافظ على موروث تقليدي كبير كان ولا يزال عبر الزمن يميز المطبخ البوسعادي، وحتى الضيوف الذين يقدمون إلى ولاية المسيلة لا يمكنهم المرور عليها من دون تذوق الشخشوخة أو المهراس الزفيطي وإن توحدت التسمية فطريقة التحضير تختلف بين الشخشوخة الدراجية والبوسعادية.. وبداية الاختلاف من العجينة التي تطهى على الطاجين وبين العجينة التي تحضر بالماء أو ما يسمى بشخشوخة الظفر، وهي خصوصية أولاد دراج أو بالزبيب. أما طريقة الطهي، فهي تتشابه تقريبا وإن كانت في مدينة بوسعادة تميل إلى الشخشوخة البسكرية قليلا. كما أن الحار يسجل حضوره بالشخشوخة مع قليل من الدهان الحر، كما أن وضع الكسبر الأخضر الممزوج بالفلفل الأخضر يعطي نكهة، خاصة إذا كان الطبق الذي توضع فيه الشخشوخة تقليديا، سواء ما تعلق بصحن من العود أم الطين. وهي الشخشوخة في ولاية المسيلة التي تنافس نظيرتها البسكرية، وإلى المهراس أو ما يعرف في بوسعادة ب "الزفيطي"، فإن مكوناته تتشابه تقريبا بداية بالكسرة التي تعرف بالرخساس أو الفطير، ولكن الاختلاف يكمن في الفلفل.. فبين من يفضل طهيه بالراموش أو الفلفل الأخضر مع الإصرار على المذاق الحار، بالإضافة إلى الثوم والكسبر الأخضر. وهناك من يضيف إليه زيت الزيتون بغرض إنقاص الحرارة. وهناك من يضيف إليه الزيتون الأخضر، ليبقى كل من الشخشوخة والمهراس أو الزفيطي ماركة تقليدية بأنامل حضنية. والدليل أن كثيرا من المحلات في ولاية المسيلة وولايات الوطن صارت تفتح أبوابها لتناول الشخشوخة والمهراس عرفانا بشهرتها. كما أنهما تضافان إلى الأكلات الأخرى الموجودة في المجتمع الجزائري، التي لم تنقرض بعد، على غرار البغرير، العيش أو المردود، البربوشة، أو ما يعرف بالطعام والكسكسي، بالإضافة إلى المقطعة أو المقطيعة وغيرها من الأكلات التقليدية التي لا تزال موروثا لم يعرف الاندثار أو الزوال.