تعتبر أكلة الزفيطي الأكلة الأكثر شعبية في بوسعادة، الواقعة على بعد 270 كلم جنوبالجزائر العاصمة، ارتبط اسمه باسمها منذ عشرات السنين وهو طبق تقليدي يتناوله السكان طوال السنة، كرمز من رموز المأكولات التقليدية التي لا يمكن الاستغناء عنها. وتصنع أكلة الزفيطي من خبز الرخساس المعجون بطحين القمح دون تخمير، ومجموعة من التوابل التي يتقدمها الفلفل الحار جدا، والذي يستحسن استخدامه جافا كما تستخدم الطماطم الجافة (المشرحة)، إضافة الى الثوم والكسرة والبسباس المطحون والماء المغلى، ويتم إضافة السمن البلدي أو الدهان المصنوع من الزبدة الغنمية أما المزج والإعداد، فيتم داخل آنية خشبية تقليدية بيضاوية الشكل او اسطوانية تدعى (مهراس) الذي يصنع الجيد منه من خشب الكروش القاسي، ويقدم الزفيطي ساخنا أو نصف ساخن أو حتى باردا في المهراس، حيث يتم تناوله بواسطة ملاعق خشبية، ويعتبر من المقبلات إذ كانت الكمية المتناولة منه قليلة خاصة لدى العائلات الميسورة التي تعتبره بريستيجا خاصا يؤكد أصالة المنبت. أما لدى العائلات الفقيرة، فيتم تناوله كوجبة كاملة في الأيام العادية وطوال السنة نظرا لسهولة إعداده وتناسب مصاريفه البسيطة مع القدرات الشرائية للعائلة. والغريب أن البوسعاديين لا يتأثرون بتناول هذا الطبق في حين يعاني غيرهم من صعوبة تأقلم جهازهم الهضمي مع محتويات هذه الأكلة، شأنهم في ذلك شأن جيرانهم البساكرة مع الدوبارة البسكرية، كما أن بعض العائلات البوسعادية التي يرافقها الزفيطي خلال فترات كثيرة طوال السنة لا يستطيعون هجره حتى في شهر رمضان، فيضيفونه إلى بقية الأطباق الرمضانية مرة أو مرتين أو أكثر خلال الشهر الكريم ويفاخر بعضهم بعضا بالقول انه أفطر أمس على مهراس زفيطي ، علما ان هذه الأكلة البوسعادية الأصيلة تنقلت إلى مناطق كثيرة في الوطن، واتخذت أسماء أخرى أهمها سلاطةالمهراس أو الباطوط وغيرها.