تشهد البيئة في الجزائر تدهورا على الإيقاع البطيء في غياب الاهتمام و العناية بهذا الجانب في جزائر تعيش ظروفا استثنائية سياسيا و تنمويا واقتصاديا ، وإذا كانت المصالح المعنية بالمحافظة على البيئة تبذل جهودا معتبرة وكبيرة في الفترات السابقة فإن هذا الاهتمام قد قل كثيرا في الشهور الأخيرة ، حيث لا تغيب على بال أي واحد منا موجة الحرائق التي تشهدها عدة مناطق من الوطن و الآثار البيئية المدمرة الناتجة عن هذه الحرائق عبر مساحات شاسعة من الغابات خلال شهري جويلية و أوت ،هذا فضلا عن تراكم النفايات و الأوساخ ، وأكوام الأكياس البلاستيكية الملوثة للبيئة المنتشرة في كل مكان تحيط بالسكان وتحاصر التجمعات السكانية عبر كل المدن و هي مشاهد تتكرر في مدننا وقرانا ، يضاف إلى هذا انسداد شبكة تصريف المياه و انتشار برك المياه المتعفنة و الحشرات من ذباب و باعوض بالقرب من البالوعات و عبر الأرصفة ،ليزيد الوضع تدهورا نفايات عيد الأضحى و النفايات المنزلية من بقايا الفواكه والخضر و خاصة البطيخ الأخضر بالقرب من الأسواق . كثيرة هي حملات التوعية و التحسيس بأهمية نظافة المحيط التي تنظم لتوجيه المواطنين نحو السلوك الحضاري، و المحافظة على البيئة نظيفة و صحية ،لتفادي المزيد من التدهور الذي تعاني منه مدن كثيرة في العالم تعيش تحت جحيم التلوث الهوائي الناتج عن تراكم أكوام الأوساخ مع تأثيراته الخطيرة على صحة المواطن ، لكن الاستجابة إليها ، وتجاوب المواطنين معها يبقى ضئيلا وفاترا لعدم وعيهم بمخاطر تلك الاختلالات البيئية ،و لهذا فإن النظافة شبه غائبة في مدننا ، ومشاهد الأوساخ ، وآثار حرق النفايات المنزلية التي يقوم بها بعض المواطنين لتنظيف محيط منازلهم لا تزال تسبب مخاطر على صحة السكان ،و بالمناسبة نعرج هنا على بيئة الشواطئ التي كثيرا ما تلوث مياه البحر فيها بوجود قنوات الصرف الصحي تصب فيها و تنتشر بذلك الجراثيم والطفيليات في مياه البحر ويصاب الناس الذين يسبحون بأمراض جلدية و حساسية . وباختصار بيئتنا مريضة في كل مكان حتى في مياه السدود التي يغامر بعض المواطنين بالسباحة فيها ليصابوا بأمراض مختلفة فضلا عن مخاطر الغرق والموت في المياه الضحلة لتلك السدود .