- مشاهد الخراب و الأوساخ تحيط بالمدينة القديمة و تقتل معالم الحياة فيها- - الاستثمارات تقتصر على تشييد الفنادق أمام تدني مستوى الخدمات و غلاء الرحلات و انعدام عوامل الجدب السياحي لا تزال السياحة في وهران توصف بالعذراء في الوقت التي بقيت الطبيعة و التاريخ و الموقع الجغرافي وحدهم من يصنعون المشهد السياحي بالمدينة المتوسطية و ضواحيها في الوقت الذي تحضر النوايا و تغيب إرادة المسؤولين في بناء السياحة في الواقع و على الميدان، كما تنعدم أيضا فرص الاستثمار في ظل التعقيدات التي تنفر أصحاب الأفكار الهادفة لتطوير ثقافة سياحية مثمرة و خلق ثروة من ورائها. الكل يتكلم عن واقع السياحة بوهران كما أن الاحتفال بيومها العالمي تحول إلى رثاء لحالها و استهزاء بالظروف التي تحيي فيه السلطات هذا اليوم دون أي علامات تشير إلى سياحة ناضجة تليق بالعاصمة المتوسطية التي كان فيها قرار الوالي السيد عبد القادر جلاوي باستحداث حافلات سياحية تجوب الشوارع الانجاز الكبير و كأنه المشروع الوحيد الذي ينقص في الوقت الذي يسجل عدد السواح تراجعا كبيرا في ظل انعدام عوامل الجدب و انص اصطدام الزوار بمشاهد يندى لها الجبين. و قد بدأت الانتقادات من قبل المواطنين قبل المختصين في المجال و وضع تقرير حول الوضع الكارثي للسياحة في وهران لا يحتاج إلى خبير و لا إلى مختص لأن كل شيء ظاهر للعيان و هذا ما تكلم عنه أبناء وهران الأدرى بشعابها و الذين يوجهون كل اللوم للسلطات البلدية و الولائية في إهمال المواقع و الوجهات التي يقصدها السياح منها المعالم الأثرية كالفندق الكبير و قصر الباي المهترئين منذ أكثر منذ سنوات، و حديقة بن باديس و الساحات العريقة المنسية و التي هي أكثر ما يستقطب السياح الأجانب إضافة إلى مسجد الباشا الذي تحول إلى مأوى لمنكوبين ضحايا انهيار البنايات القديمة التاريخية التي سقطت معها تفاصيل الحضارات التي مرت على المدينة العريقة من سيدي الهواري إلى حي الدرب المنهار مرورا بشارع الحدائق هذا المتحف المفتوح الذي يعد أول وجهة للسياح لم يجد من ينفض الغبار عنه بعد أن أكل على مشاريع ترميمه الدهر و شرب.. و من المدينة القديمة مرورا بساحة السلاح «أول نوفمبر» الواجهة العظيمة، ساحة الأسدين التي يقطع لأخذ صور تذكارية بها آلاف الزوار من الجزائر و خارجها لم تفارقها الأوساخ المتناثرة هنا و هناك، و تلك المساحات الخضراء الصغيرة التي يبس فيها العشب و حتى النخيل الذي وضع للتزيين يبست جذوعه و أوراقه و أصبح وجه الساحة شاحبا، و مع كل ذلك يحمل المتجول معه آملا للاستمتاع بجمال المواقع متجها نحو محطات النقل البحري و البري و كذا النقل بالسكة الحديدية التي تعكس في الدول المتطورة مقياس التطور السياحي و المؤسف ان محطة القطار بسيدي البشير «بلاطو سابقا» إحدى الواجهات السياحية بالمدينة أصبحت تعكس مشهدا آخرا للخراب و الإهمال أمام وضع ساحة المحطة التي تحيط بها الأوساخ و تمتلئ نافورة المياه هناك بالأوساخ و القارورات البلاستيكية في غياب أي مبادرات للتنظيف و إعادة التهيئة و النشاط و استغلال ذلك الفضاء للتعريف بهذا الموقع المعماري الهام. و تركز مجمل الاستثمارات و المشاريع السياحية في وهران على انجاز الفنادق و خلق فرص تكوين في مجال الفندقة و الإطعام لا أكثر، في حين يقابل ذلك مستوى تدني للخدمات حسب ما ذكره أصحاب بعض وكالات الأسفار استنادا إلى شكاوى الزبائن فضلا على غلاء أسعار الرحلات الجوية و البحرية و غياب مكاتب معتمدة لصرف العملات كل هذا شكل حاجزا أمام استقطاب السياح الذين يفضلون التوجه الى الدول المجاورة و حتى الى الصحراء للاستمتاع بالطبيعة الساحرة بدل المدينة الساحلية التي لم ترقى فيها المنشآت و الخدمات الى الصورة التي تليق بمكانتها و موقعها الاستراتيجي