يتخبط قطاع الصحة بولاية ادرار حسب تقارير أعدتها لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي الولائي ،في جملة من المشاكل وصفتها اللجنة بالكارثية ،حيث يزداد سوءا من سنة الى اخرى .و يبقى تاطير الهياكل الصحية بعيدا عن المأمول من حيث الكم والكيف ،فالخدمات الصحية بأغلب المستشفيات والعيادات لا تقدم ادني الخدمات اللازمة وسجلت عجزا في مختلف الجوانب ،ناهيك عن الهيكلة ونقص التجهيز ،اضافة الى نقص التاطير رغم وجود معهد التكوين شبه طبي بالولاية . معدات طبية لا أحد يُشغلها ويعاني المواطنون في مجمل قصور الولاية من سوء التغطية الصحية وكذا مشكل نقص الادوية ،فيما ينقل المرضى في بعض المناطق النائية على مسافات طويلة الى مقر الدوائر للعلاج على سيارات المواطنين او ظهور الدواب . وحسب اخر التقارير التي أعدتها لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي ،التي أماطت اللثام عن واقع الصحة بولاية ادرار ،وتطرقت فيها الى الكثير من المشاكل والنقائص الفادحة والمستورة التي عادت سلبا على المواطن ،خاصة بالقصور والمناطق النائية ،حيث اشارت التقارير الى الغياب الكلي لبعض الأطباء المناوبين بدون مراقبة خاصة في الفترات المسائية والليلية ومُتستر عليها ،ما زاد من معاناة المرضى والمرافقين لهم . كما تطرق التقرير إلى وجود بعض الأجهزة والمعدات الطبية التي أصبحت ديكورا فقط ،نظرا لغياب من يشغلها من الأخصائيين من تقنيي الصحة . كما دقت اللجنة ناقوس الخطر بسبب المشاكل والنقائص التي رصدتها بالمؤسسة الاستشفائية العمومية القديمة بادرار ،التي باتت بناياتها هشة ومهددة بالانهيار ،مع غياب مراكز تصفية الدم الخاصة بمرضى الكلى الذين يعانون من مشاكل جمة تهدد بتدهور وضعهم الصحي في اي وقت ،.كما تطرقت اللجنة لمشكل معالجة النفايات الطبية في مختلف المرافق الصحية ،التي تحولت الى مشكل حقيقي بفعل الاضرار التي تلحق بالمحيط قاعات علاج بلا ماء و لا قنوات صرف واشارت ايضا الى وجود عيادات وقاعات علاج غير مؤهلة لان تكون مرافق صحية ،فاغلبها تفتقر للمياه وقنوات الصرف الصحي ، وقامت لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي لولاية ادرار نهاية السنة الماضية ،بزيارة عملية الى كل من عيادة ماسين وعيادة سيدي عثمان بتيميمون ،حيث اطلعت على الوضع الذي وصفه اعضاؤها بالكارثي للمؤسسات الصحية للصحة الجوارية والرئيسية للمقاطعة الادارية تيميمون ،والتي تشهد اسقبالا كبيرا للمرضى في اطار الصحة الجوارية ،وتأسف أعضاء اللجنة للوضع الذي آلت إليه عيادة سيدي عثمان التاريخية والتي تم افتتاحها سنة 1951 وهي اليوم في حاجة ماسة الى اعادة الاعتبار، باعتبارها جزء من التراث المادي للواحة الحمراء ،فيما تبقى بعض العيادات وقاعات العلاج بالقصور تفتقد لعمال النظافة ،على غرار القاعة المتعددة الخدمات بقصر قدور دائرة تينركوك ، التي قام طاقمها الطبي بما فيهم الاطباء بحملة نظافة يوم الاثنين في غياب تام لعمال النظافة ،وهي معاناة اخرى تضاف الى ما تعانيه الطواقم الطبية بهذه المناطق النائية . تحفظات حول تركيب شبكة الكهرباء بمستشفى 120 سرير الجديد أما مستشفى ادرار الجديد بطاقة استقبال 120 سرير فقد سجلت بشأنه تحفظات على بعض الجوانب التقنية ذات الصلة بانجاز هذا المرفق الصحي ،مما رهن الخدمات الطبية التي يتطلع اليها سكان الجهة الشمالية لعاصمة الولاية . و شملت هذه التحفظات عددا من الأجنحة الطبية بهذا المستشفى الواقع بحي تيليلان ،سيما في جناح العمليات الجراحية ،وحول تركيب الشبكة الكهربائية الداخلية التي تخص جناح "السكانير" والتكييف المركزي وكذا المصاعد الكهربائية و أشغال انجاز صيدلية المستشفى . ويواجه قطاع الصحة في ولاية ادرار ،انتقادات عديدة من قبل الكثير من فئات المجتمع ، نابعة من تدني جودة الخدمات الصحية المقدمة وتطلعات المواطن وبالمقابل تخمة الانفاق المالي المتزايد وغياب الهياكل اللازمة للتكفل بمختلف الامراض ،ناهيك عن تعطل الاجهزة التكنولوجية الحديثة وتعطل الكفاءات الطبية المشكلة للمنظومة الصحية . ان ارتفاع التكاليف الصحية لدى القطاع الخاص وجودة الخدمات المقدمة ،يضع مؤسسات الصحة العمومية ( المستشفيات ) ويرسم صورة سوداء على القائمين عليها سواء من حيث التسيير او تقديم خدمات تضمن كرامة المواطن و رضاه وبالتالي تسويق صورة غير مرضية عن هياكل الصحة العمومية .. ان غياب حوافز حقيقية للعاملين في القطاع الصحي العمومي ،وتغييب النمط العصري في تسيير المستشفيات ،وعدم تسويق صورة لامعة عن المؤسسات العمومية ،يجعلنا نتكلم عن ازمة تسيير المستشفيات في ولاية ادرار ،سواء تعلق الامر بالانفاق الصحي والمديونية او غياب نخبة المسيرين وفشل منظومة التكوين الصحي في تاطير الهياكل الصحية ،فضلا عن تغييب قيم العمل المهنية وهي كلها تشكل اعراض للقطاع الصحي ومشكلة وطنية لاهم القطاعات والتي تتطلب اصلاحات جذرية .