لا زال مستوى الخدمات الصحية المقدمة في مختلف الهياكل الصحية بولاية البويرة، يحتاج إلى جهود أكبر تزيح الغبار عن الإمكانيات المرصودة والتجهيزات المركونة، على الرغم من الجهود المبذولة من طرف مسؤولي القطاع، من حيث عدد الهياكل الصحية، التي أنشئت في مختلف مناطق الولاية من مستشفيات، عيادات متعددة الخدمات وقاعات علاج، سمحت بضمان تغطية صحية واسعة لسكان القرى والمداشر، إلا أن مستوى الخدمات بهذه الهياكل تشوبه نقائص جمة وقفت عليها لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي في دورته العادية الثانية. تتعلق أبرز النقائص بغياب التأطير والتجهيز والتهيئة وانعدام النظافة، ونقائص أخرى جعلت من الوضع الصحي مترديا عبر العديد من المرافق الصحية بالولاية، وقد وقفت لجنة الصحة، النظافة وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الولائي مؤخرا، على نقائص جمة لا تعبر سوى عن جزء قليل من معاناة مرضى الولاية، خاصة بمصالح التوليد والاستعجالات، ومرافق أخرى أمام التزايد المستمر في عدد المرضى والحالات المستعصية، مع غياب الضمير المهني لدى القائمين على قاعات العلاج بالقرى والمداشر، وهي الوضعية التي تستدعي العمل على تدارك هذه النقائص، من أجل التكفل الأمثل بالمرضى وتوفير الخدمات الصحية اللازمة، خاصة ما تعلّق بمشكل النقص المحسوس في الأطباء الأخصائيين وإطارات شبه الطبي الذي تعاني منه مستشفيات الولاية منذ سنوات عديدة، ناهيك عن تواصل غلق 30 قاعة علاج بالقرى والمداشر بسبب غياب التجهيز. غياب التهيئة، النظافة والتأطير ميزة العيادات متعددة الخدمات تطرقت لجنة الصحة في آخر تقرير لها، لوضعية العيادات متعددة الخدمات التي تحتاج العديد منها إلى إعادة الترميم والتهيئة، كالعيادات المتواجدة ببلديات ديرة، الأصنام، أمشدالة، آث منصور، تاغزوت، عين بسام وأخرى، إلى جانب غياب أعوان الأمن والنظافة، كالعيادة متعددة الخدمات بآيت لعزيز، التي تواجه مشكل تسرّب مياه الينابيع المختلطة بمياه الصرف الصحي داخل محيط العيادة، مما أدى إلى نمو أعشاب بساحتها، ناهيك عن الرائحة الكريهة، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، وكذا عيادة بئر غبالو، تاقديت، وقرومة وأخرى عديدة تحتاج إلى دعمها، مع مراقبة دورية ومتابعة من طرف المسؤولين. 30 قاعة علاج مغلقة بالمناطق النائية لا زال أزيد من 30 قاعة علاج بقرى ومداشر الولاية مغلقة، منذ عدة سنوات، بعد أن كانت تغطي جانبا من الخدمات الصحية، خلال سنوات التسعينات، قبل غلقها بسبب تردي الوضع الأمني واستغلال أغلبها كمقرات للحرس البلدي. فيما أغلقت أخرى بسبب رحيل السكان بحثا عن الأمن بالمدن، إلا أن الوضعية بقيت على حالها، على الرغم من الاستقرار الأمني بالقرى وعودة قاطنيها، لتعود الحاجة إلى استغلال هذه الهياكل التي لا زالت مغلقة، وتحصي اللجنة 32 قاعة علاج مغلقة، منها ما كان مستغلا من طرف الحرس البلدي، كقاعات العلاج المتواجدة بقرية الحمام بأولاد راشد، قاعة العلاج بقرية سليم بحيز، قاعة ايشيحان ببشلول، وأخرى بقرى أهل القصر، قاديرية، العجيبة، التي تسعى المديرية إلى إعادة فتح 3 منها قريبا، في سور الغزلان، عين بسام وقاديرية، إلى جانب قاعات جديدة مستلمة ولم تفتح أبوابها بسبب غياب التأطير والتجهيز، كتلك المتواجدة بقرى أولاد محية، أولاد عبدة بعين الحجر، سيدي يحي بعين بسام وقرية المرجة بوادي البردي، على الرغم من نداءات السكان بإعادة فتحها ولو بتقدم أبسط الخدمات الصحية. غياب أخصائيين في التوليد هاجس الحوامل الدائم ذكرت رئيسة لجنة الصحة صليحة قرو، أن هناك جملة نقائص وقفت عليها اللجنة بمصالح التوليد بالولاية، التي يعلوها مشكل غياب أخصائي التوليد، النظافة ونقص في التأطير، وهو ما حمله تقرير اللجنة الذي تأسف عن الوضع المتردي، حيث باتت الحوامل مجبرات على التوجه إلى العيادات الخاصة، قصد إجراء عمليات قيصرية، بسبب غياب الطبيب الأخصائي وتهرب القابلات، فمن بين 5 مؤسسات استشفائية عمومية يتوفّر مستشفيا الأخضرية وأمشدالة فقط على طبيبين أخصائيين في التوليد، فيما لا يوجد ولا طبيب بمستشفيات البويرة، عين بسام وسور الغزلان، مما دفع بمصالح الصحة إلى إبرام اتفاقيات مع الأخصائيين الخواص لضمان المداومة خلال الفترة الصيفية التي تعرف إقبالا كبيرا على هذه المصلحة، ناهيك عن مشكل التأطير شبه الطبي الذي جعل أغلب العيادات لا تعمل بنظام الدوام، فمن بين 34 عيادة متعددة الخدمات، 14 منها فقط تعمل بنظام الدوام. تأخر كبير في تجسيد المشاريع تعرف مشاريع الصحة بولاية البويرة، تأخرا كبيرا في الإنجاز وتوقّفات دورية، كمشروع مستشفى أمشدالة، الذي وقفت لجنة الصحة على حالة إهمال أشغاله، حيث انطلقت سنة 2014، على أن ينجز في ظرف 28 شهرا، لكن لم تتجاوز إلى حد الآن نسبتها 15 بالمائة، وهي متوقفة بعد فسخ العقد مع مكتب الدراسات والإجراءات جارية لاختيار مكتب دراسات جديد. كما يعرف مشروع مستشفى 120 سريرا بعين بسام تأخرا، حيث لم تتجاوز نسبة الأشغال به 60 بالمائة، وينتظر استلامه قبل سنة 2019. بالإضافة إلى مشروع مستشفى 80 سريرا ببرج أخريص، الذي انطلقت أشغاله سنة 2015 وحدّدت مدتها ب 30 شهرا، إلى جانب مشروع مدرسة التكوين في شبه الطبي بالبويرة التي تتّسع ل150 سريرا للنظام الداخلي، انطلقت أشغالها سنة 2013 ولم تتجاوز نسبتها 50 بالمائة، وكذا مشروع العيادة متعددة الخدمات بأهل القصر، التي لا زالت الأشغال بها متوقّفة، رغم رفع التجميد عنها منذ أزيد من سنة.