تتميز الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها يوم 12 ديسمبر المقبل بارتباطها الوثيق بالحراك الشعبي و ما ترتب عنه من معطيات ومستجدات وأشكال جديدة للتعبير عن الرأي مثل وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها –الفايسبوك- ، وبناء على هذا فإنه من المتوقع أن تأخذ الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر شكلا مغايرا وجديدا بدخول الفاسبوك إلى معترك الانتخابات و مساهمته بنشر المعلومات والتعليقات والمتابعات للمرشحين في التجمعات التي سينظمونها للتعريف ببرامجهم و التقرب إلى جمهور الناخبين للفوز بأصواتهم يوم الاقتراع ، فالحملات الانتخابية السابقة تعد تقليدية جدا لما سنتابعه هذه المرة بعد دخول وسائل التواصل الاجتماعي طرفا فاعلا في الحراك الشعبي و في صنع المشهد السياسي ، وهنا تكمن صعوبة المهمة على المرشحين المطالبون بالتواجد عبر هذه الوسائل ،لا أن يكونوا مادة لرواد الفايسبوك المتابعين لكل كبيرة وصغيرة تخص هؤلاء المرشحين ، بعد أن لعب الفايسبوك واليوتيب و يلعب حاليا دورا مهما و حاسما في تطورات الحراك الشعبي والحرب على الفساد . إن الحملة الانتخابية المقبلة ستتواجد على الفضاء الأزرق عبر صفحات الفايسبوك واليوتيب وسينتج عن هذا مشاكل و إزعاج وتشويش للمرشحين للرئاسيات الذين سيكونون حتما موضع انتقاد ومتابعة دقيقة، كما أنه من الصعب في الظروف الحالية للمشهد السياسي والاجتماعي في الجزائر تصور حملة انتخابية وجولات للمرشحين عبر الولايات للقاء الناخبين في التجمعات الشعبية وهنا تكمن خصوصية وتميز الانتخابات الرئاسية المقبلة المنبثقة عن الحراك الشعبي، والتي ستنظم على أنقاض نظام تميز بالفساد ،و في انتظار حلول موعد تلك الحملة يبقى الفايسبوك وما رافقه من وسائل تواصل يمثل مصدراهاما وموثوقا للمعلومات، ومرجعا لمتابعي مستجدات الحراك الشعبي و الوضع في الجزائر بشكل عام و هنا يمكننا أن نتساءل كيف سيكون شكل الحملة الانتخابية وكيف سيلتقي المرشحون بالشعب..؟.