شهدت عديد المؤسسات التربوية بولاية أدرار احتجاجات و اعتصامات في مقدمتها ،دخول تلاميذ متوسطة عمر الفاروق بدلدول شمال شرق الولاية الى حجرات دراسية جدرانها مشققة و اسقف مهددة بالانهيار ،وطاولات قديمة و مهترئة ،وهذا كله بسبب الامطار وتم إيفاد لجنة ولائية للوقوف على حجم الاضرار ،قصد اعداد تقرير حول الخسائر وارسالها الى المصالح التقنية من اجل انطلاق مشروع اعادة الترميم . تلاميذ هذه المؤسسة كانوا يقطعون مسافة 50 كلم للالتحاق بمتوسطة اوقوت ،الا ان غياب استراتيجية طويلة المدى من طرف السلطات المحلية من اجل انجاز متوسطة جديدة وفق معايير عصرية ،جعل سياسة تجاوز الامر الواقع والبريكولاج لتسيير المرحلة والتسويف سيد الموقف كالعادة في الولاية . و وجهت جمعية اولياء التلاميذ نداء الى السلطات العليا للمطالبة بترميم هذه المتوسطة التي أضحت تشكل خطرا . اللجنة قدمت تقريرها إلى الجهات المعنية منذ عام تقريبا ولم يتم معالجة الملف ،مهددين بمقاطعة الدراسة الى غاية اقتراح حلول استعجالية قبل فوات الاوان ، . والي ولاية ادرار برر ذلك بعدم وجود المبلغ المالي للترميمات . وفي ذات السياق ،شهدت العديد من المدارس الابتدائية خاصة منها الواقعة بالمناطق النائية تاخر وصول المدرسين والمديرين ،حيث دخل التلاميذ في فناء المدارس مع حارس المؤسسة فقط ،الاقسام مغلقة والتلاميذ يلعبون في فنائها ،لا تحية للعلم ولا حديث عن الدرس الافتتاحي و أكد الاولياء ان هذه الحالة طبيعية وظاهرة عادية عند دخول كل موسم دراسي ،أمام تماطل ممنهج في المناطق البعيدة عن أعين المسؤولين ،وقد يصل موعد التحاق الأستاذ بالقسم شهرا تقريبا من انطلاق الدخول المدرسي ،هذا ان بقي معهم مدة معينة ويتم تحويله وسط الموسم الدراسي الى وجهة قريبة من المدينة ،ليتم تعويضه واستخلافه بمتخرج جديد من الجامعة كما هو الشأن بالنسبة إلى بلديات قصر قدور و طلمين وبرج باجي مختار وتيمياوين ،حيث رفع قاطنوا هذه المناطق صيحاتهم ونداءاتهم الى الوزارة الوصية « ابناؤنا يستغيثون ... متى ينطلق الموسم الدراسي عندنا « ثلاثة تلاميذ في الطاولة . ولا يمكن الحديث عن تدريس اللغات في هذه المناطق بسبب مشقة الأوضاع الاجتماعية والمهنية للأستاذ في تلك الجهة ،ما جعل الأساتذة يتهربون منها ،ولهذا نجد أبناء الجنوب مستواهم ضعيف في اللغات . ولهذا ،فانه لا استغراب حينما يتذيل الترتيب الجنوب في مختلف الامتحانات الرسمية . من جهة اخرى يبقى مشكل ثلاثة تلاميذ في الطاولة الواحدة قائما بهذه المناطق . يضاف إلى ذلك ،موجة الاحتقان التي تختلج مشاعر سكان بلدية تسابيت وقصر قدور ،الذين يشعرون بخيبة الامل من الوعود التي تلقوها من الوصاية خلال الموسم الفارط ،بتسجيل عملية لانجاز ثانوية جديدة لفك الضغط عن ثانويتهم الحالية ،الا ان هذه الوعود لم تجسد على ارض الواقع الى حد الساعة ،ما جعل سكان المنطقة يستقبلون الموسم الدراسي الحالي باحباط كبير جراء استمرار معاناة ابنائهم المتمدرسين ،اضف الى ذلك ،التذمر الذي ابداه تلاميذ ابتدائية عبد الحميد بن باديس بقصر تيدماين بلدية انزجمير دائرة زاوية كنته ،جراء الوضعية الكارثية لهذه المؤسسة التي رسم معالمها انهيار اسقف حجرات الدراسة التي لا تزال اشغال ترميمها مستمرة ،رغم انطلاق موسم الدراسة الى جانب عدم تزويد بعض الأقسام بالعتاد البيداغوجي الجديد ،خاصة الطاولات التي لا تزال حبيسة حظيرة مصالح بلدية انزجمير في اول ايام الموسم الدراسي . هذا ،الى جانب مشكل الاكتظاظ الذي تعاني منه متوسطة 13 فبراير 1960 ومشكل ضعف التيار الكهربائي بمتوسطة صلاح الدين الأيوبي الواقعتين ببلدية رقان ،حيث كانت هذه الانشغالات محل جدل كبير بين أولياء التلاميذ و مسؤولي قطاع التربية والجماعات المحلية خلال انطلاق الموسم الدراسي الحالي ،التي جرت تحت اشراف وزير العلاقات مع البرلمان فتحي خويل في زيارته الرمزية الى الولاية. احتجاجات و نقائص يضاف الى ذلك ، اعتصام خريجات المدرسة العليا للاساتذة امام مقر مديرية التربية ،بسبب عدم استلام تعيينهن بعد اجتيازهن تكوينا في المجال .واحتجاج اساتذة التعليم الابتدائي بسبب تحويلهم الذي وصفوه بالتعسفي الى العمل في اماكن بعيدة عن مقر سكناتهم ،من جهة اخرى ،بات ملف ترميم الهياكل التربوية ،وبالخصوص دورات المياه ،هاجسا كبيرا للاولياء وابنائهم ،على حد سواء ،بالنظر الى ما تلحقه النقائص المسجلة من مخاطر على الابناء ،كما يعد هذا الموضوع تحديا يمر به المسؤولون المحليون الذين عادة ما يتقاذفون المسؤولية ويختفون وراء حجج نقص الميزانية ،لكن من الغرابة ان نجد بعض البلديات التي ضخت بها الدولة اموالا طائلة من اجل القضاء على النقائص المسجلة ،و ابعاد الحرج عن المتمدرسين ،وازالة مخاطر الامراض ،ويؤكد الواقع بها بقاء الكثير من النقائص وهو ما لم يهضمه الاولياء ،فيما تسابق بلديات اخرى الزمن ،قصد استدراك ما فات وحفظ ماء الوجه ،والانتهاء من مشاريع التهيئة وتوفير دورات مياه لائقة ومزودة بالتجهيزات