كل المؤشرات تدل على أن الدخول المدرسي لم يكن عاديا بولاية بجاية هذا الموسم، إذ لم تمر إلا بضعة أيام عن الدخول المدرسي الجديد، حتى طفت على السطح نقائص عديدة لا يزال يتخبط فيها قطاع التربية بالولاية، فبعد شغور مئات المناصب والاستنجاد بالقوائم الاحتياطية لسد النقص في التأطير، عادت إلى الوجود نقائص قديمة يتخبط فيها عديد التلاميذ وأوليائهم والأساتذة على حد سواء، وهي المشاكل التي طرحت خلال الموسم الدراسي الفارط، لكنها عادت إلى الوجود مع الدخول المدرسي الحالي، وهي المشاكل التي أجبرت حتى بعض التلاميذ على تمديد عطلتهم. الدخول المدرسي "يتأجل" بثانوية برباشة لم تتمكن ثانوية برباشة بولاية بجاية من تدشين الموسم الدراسي الجديد رغم مرور أسبوع من انطلاقه بمختلف المؤسسات التربوية الموزعة عبر إقليم الولاية والوطن، بسبب إضراب أساتذة هذه الثانوية، الذين امتنعوا عن الدخول المدرسي الجديد احتجاجا على عدة مشاكل ونقائص تتعلق أساسا بعملهم- يقول أحد الأساتذة، منها مشكل نقص التأطير يضاف إليه ضعف التجهيز، كما اتهم الأساتذة الادارة ب"سوء التسيير"، الأمر الذي دفع بالأساتذة للدخول في إضراب مفتوح إلى غاية تجسيد الوعود المقدمة من طرف المديرية الوصية على أرض الواقع، وأجبر التلاميذ على تمديد عطلتهم الصيفية. نقص النقل المدرسي.. يؤرق التلاميذ والأولياء عبّر العديد من أولياء التلاميذ عبر مختلف بلديات بجاية، على غرار ذراع القايد وخراطة وملبو وأوقاس وأميزور وغيرها، عن استيائهم جراء غياب ونقص النقل المدرسي، سيما بالمناطق التي لا تزال تعرف عزلة، حيث أصبح هؤلاء الأولياء يتكبدون يوميا مشقة نقل أبنائهم المتمدرسين وبمختلف الأطوار نحو المؤسسات التعليمية، حيث لا يزال نقص النقل المدرسي هاجسا يؤرق التلاميذ القاطنين بالعديد من القرى، وأصبحت حياة هؤلاء المتمدرسين عرضة للخطر، كونهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام من أجل الالتحاق بمقاعد دراستهم، كما هو الحال بالنسبة للتلاميذ الذي يسيرون مسافات طويلة عبر الطريق الوطني رقم 43 للالتحاق بمقاعد دراستهم ببلدية ملبو، فيما يضطر آخر للتدافع بمواقف الحافلات بأوقاس للالتحاق بمؤسساتهم التعليمية، وهو نفس المشهد الذي يتكرر حين عودة هؤلاء إلى الديار، كما يضطر تلاميذ ابتدائية الشهيد "بلقاسم دحوش" الكائنة بالمرج وامان في أميزور لقطع مسافات طويلة ذهابا وإيابا في ظل غياب وسائل النقل، فيما يسيطر الخوف والقلق على الأولياء الذين لا تسمح ظروف عملهم بمرافقة أطفالهم الصغار إلى مدارسهم، وبالإضافة إلى ذلك فإن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس مشيا ولمسافة طويلة جعلت التلاميذ عرضة للتعب والإنهاك، ولعل ما زاد من استياء الأولياء، أن البلديات لا تتوفر إلا على عدد قليل من حافلات النقل المدرسي، لا يمكن لها مطلقا تلبية حاجيات كل المتمدرسين، حيث لم يستفد غالبية تلاميذ هذه البلديات من خدماتها، وذلك أمام عجز ميزانية هذه الأخيرة عن التكفل بالنقل المدرسي، وهو المشكل الذي طالما أثار امتعاض الأولياء والتلاميذ على حد سواء، والذين أصبحوا عرضة للتأخر، وهو الأمر الخارج عن إرادتهم في الوقت الذي لا يزال فيه أولياء التلاميذ في انتظار التفاتة جدية لحل هذه الإشكالية. مؤسسات تربوية لا تزال ورشات رغم العطلة الصيفية الطويلة التي تسمح بإطلاق بعض مشاريع الترميم وتوسعة بعض المؤسسات التربوية، إلا أن بعض هذه الأشغال قد عمرت، محولة بذلك المؤسسات التعليمية إلى ورشات، مما أثر سلبا على السير الحسن لآداء هذه المؤسسات التربوية، كما هو الشأن بالنسبة لإكمالية "برقوق يحيى" التي استفادت من مشروع لاعادة تهيئة أسقف حجرات هذه المؤسسة التربوية التي تعاني من مشكل تسرب مياه الأمطار، لكن الغريب في الأمر أن هذه الأشغال قد انطلقت في الوقت بدل الضائع، مما أثر سلبا على السير الحسن للدروس بسبب الضجيج ضف إلى ذلك قطع مياه الشرب وإزالة خزانات المياه لانجاز هذه الأشغال. وفي السياق ذاته لا تزال ابتدائية "السلام" الكائنة باغيل أوعزوق ببلدية بجاية مجرد ورشة، فرغم مرور أكثر من سنة من إطلاق مشروع انجاز مطعم لفائدة تلاميذ هذه المؤسسة التربوية، إلا أن الأشغال لم تتقدم، والغريب في الأمر أن ساحة هذه المؤسسة التعليمية قد تحولت إلى ساحة ل"الأفخاخ" بسبب كثرة الحفر التي تم حفرها لوضع أساسات هذا المطعم، مما يشكل خطرا على التلاميذ المتمدرسين، الذين تعودوا على الركض في الساحة عند الدخول والخروج، لتتحول بذلك فرحة المطعم المدرسي إلى كابوس يلاحق الأولياء والطاقم التربوي بهذه المؤسسة التربوية، فيما تبقى حياة المتمدرسين بها معرضة للخطر في انتظار تدخل الجهات المعنية.