انتهى الخلاف الذي دام سنتين بين رجل وطليقته بمجزرة بشعة أصابت الجميع بالذهول والحيرة والرعب وحولت هدوء بلدة لطالما تميزت بالسكينة إلى مسرح لأبشع جرائم القتل التي عرفتها ولاية سيدي بلعباس. فتاريخ 13 أكتوبر 2019 لن يمح من أذهان سكان بلدية سيدي لحسن الذين عاشوا فصول جريمة شنعاء راحت ضحيتها عائلة بأكملها أعادت بهم شريط الذاكرة إلى أيام العشرية السوداء،والغريب في الأمر أن منفذ هذه العملية هو مفتش شرطة يعمل بمديرية أمن سيدي بلعباس الذي تحول من حامي للقانون إلى مجرم خطير. كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا عندما سمع جيران الضحايا مناوشات في بيت عائلة "حمليلي" و إذا بهم يتفاجؤون بسماع دوي رصاصات نارية فخرجوا لمعرفة مصدر هذه الطلقات ليشاهدوا أحد أفراد العائلة خارجا من المنزل مصابا فقاموا بنقله إلى المستشفى والجاني والذي هو صهر العائلة فارا إلى وجهة مجهولة ،ليتم بعدها اكتشاف جريمة قتل نكراء راح ضحيتها طليقة القاتل 43 سنة ، والدها 87 سنة ، امها 75 سنة و اختها 36 سنة ليصاب الجميع بالدهشة و الغرابة الممزوجة بالحزن على مأساة وقعت على عائلة عرفت بطيبتها و علاقاتها الحسنة مع الجميع ،. والمأساة لم تقف عند هذا الحد وإنما امتدت إلى أكثر من ذلك بعدما قام الجاني بالتحصن داخل مسكنه العائلي ببلدية الطابية و حاملا لسلاح ناري مهددا كل من يقترب منه بالقتل لتبدأ فصول اخرى من الجريمة تتمثل في محاصرته من قبل قوات الامن لمدة 72 ساعة أين رفض كل المحاولات الرامية للحفاظ على حياته و تسليم نفسه، و لكن باءت كلها بالفشل إلى ان تدخلت فرقة خاصة للدخول التي قامت بالدخول إلى بيت الجاني فجرا ليقوم بإطلاق النار على نفسه قبل ان يتم توقيفه من مصالح الأمن منهيا بذلك حياته، لتكتمل بذلك مأساة حقيقية عن علاقات عائلية و اسرية كان يفترض بها ان تقوم على المودة و الرحمة و المعاملة الحسنة و حل المشاكل بالطرق الودية و السلمية و القانونية حتى إن كان لا بد من ذلك ،لكن علاقة المصاهرة التي كانت تربط عائلة حمليلي بالشرطي للأسف انتهت بمقتل خمسة اشخاص في جريمة قتل قل نظيرها بولاية سيدي بلعباس آلمت كل من سمع بها محليا ووطنيا ، لتثير الكثير من التساءلات و الإست فهامات لدى الجميع عن سبب ارتكاب الفاعل لهذه الجريمة و الذي لا يوجد ابدا ما يبررها فمن قتل نفسا مؤمنة بغير حق كأنما قتل الناس جميعا فما بالكب اربعة أشخاص و الضحية الخا §مسة نجت بأعجوبة بحياتها فقط و لكن تبقي الآثار النفسية و الاجتماعية و الجسمية على هذه الضحية بقية حياتها، و يمكن القول أن الضحية الاكبر من هذه الجريمة النكراء هي الطفلة ذات الأربع سنوات التي رأت والدها يطلق النار على أمها و جدها و جدتها و خالتها وخالها في نفس الوقت فكيف ستكون نفسية هذه البريئة و كيف يمكنها مجابهة هذه الحقيقة مستقبلا فالاكيد ان القاتل بفعلته لم يقتل اصهاره فقط بل قتل ابنته بطريقة غير مباشرة.