- مختصون يؤكدون أن الأساسات سدت مجرى المياه الجوفية بالموقع و تجمعها يشكل خطرا على المعمار - تسجيل انزلاقات بعد سنتين فقط من تسليم المنتزه بسبب المياه الجوفية التي تتشبع منها التربة
تثير الانزلاقات المسجلة على مستوى أرضية جوالق الحديقة المتوسطية 2 الواقعة على بعد أمتار من شارع يعقوبي محمد الطريق الرئيسي الرابط بين حي خميستي و كناستال مخاوف العائلات الوافدة إلى هذا المنتزه الذي يتميز بإطلالة ساحرة من أجل الاسترخاء و الترويح عن أنفسهم، و ما زاد من حالة الهلع هو وضع لافتة تشير إلى الخطر و تحذر زوار الحديقة من التقرب إلى حوافها خاصة و أن عددا كبيرا من الشباب يفضل الجلوس على حافة الجزء المطل على البحر. و تعرف هذه الحديقة المسلمة منذ أكثر من 5 سنوات حدوث انزلاقات للتربة منذ أكثر من سنتين تمتد على مساحة تجاوزت 700 متر حسب مختصين، و رغم معاينة الموقع من قبل لجنة ولائية منتصف السنة الماضية و إطلاق دراسة استعجالية لتحديد أسباب الانزلاق إلا أنه لم يسجل أي تدخل إلى اليوم رغم توسع المساحة و حدوث تشققات خطيرة على حافة الأرضية بالواجهة البحرية للحديقة و التي تفصل عن الفضاء الأخضر بسياج حديدي أصبح تجاوزه ممنوعا على الزوار و رغم ذلك التقينا بعدد كبير من الشباب مسترخين على حواف الجرف غير مكترثين بوضعية الأرضية. و بالموازاة تباينت تفسيرات المختصين و أصحاب الخبرة حول الأسباب الحقيقية وراء الانزلاق الذي ينحصر حاليا عند جزء من الأرضية تحديدا عند نهاية مساحة الحديقة المطلة على البحر و هذا نظرا لعدم الإعلان عن نتائج الدراسة التي أنجزت من قبل المؤسسة التركية المشرفة على مشروع انجاز طريق الميناء بالتنسيق مع مديرية الأشغال العمومية، إلا أننا علمنا من مختصين في الهندسة المعمارية أن الموقع غير مناسب لأي ثقل و أن البناء عليه منع خلال سنوات الستينات حين كان مساحة غابية مهملة و هذا بسبب وجود وادي ممتد إلى غاية المواقع السكنية القريبة و هذا ما يجعل المنطقة مهددة بانزلاقات مستقبلية خطيرة نظرا لوجود مياه جوفية تتشبع منها التربة ذات الطبيعة الطينية فيحدث الانزلاق جزئيا. كما ذكر المهندس المعماري السيد بن شيكور أن وهران مليئة بالأودية تصب في البحر و تمر عبر مواقع عدة منها موقع الحديقة المتوسطية 2 الذي يشهد تشييد بناءات و اقامات سكنية بعمارات تصل إلى 20 طابقا و هذه المشاريع و الأساسات العميقة تتسبب في سد مجرى المياه الجوفية ما يجعل المياه تتجمع في مكان واحد و هذا ما يضع العمارات المنجزة بالموقع القريب من الحديقة في خطر نظرا لكون الأرضية مهدد بالانزلاق و هذا ما بدأ يظهر بعد 3 سنوات فقط من تسلم هذا الفضاء الذي يعتبر مناسبا لمثل هذه المواقع إلا أن التوسع العمراني أثر سلبا على المساحة الخضراء. في حين أكد أصحاب بعض مكاتب الدراسات أن الانزلاق متواجد بجزء من المساحة المطلة مباشرة على البحر و هذا ما يبين أن أشغال الحفر أسفل الموقع و المتعلقة بمشروع انجاز الطريق الرابط بين الميناء و كناستيل أثرت على الجزء القريب الواقع مباشرة فوق الطريق، كما كانت أشغال الحفر الجارية بالمشاريع السكنية القريبة أحد أهم أسباب التشققات التي تشهدها الأرضية، و حسب بعض العمال فان تهيئة أرضية هذه الحديثة تطلب ملأها بالتربة للحصول على مستوى واحد مرجحين أن الانزلاقات و التشققات تحدث فقط بالمساحات التي لم يتم ضغطها جيدا خاصة مع تساقط الأمطار.