تقترح الكاتبة هاجر بالي في روايتها الأولى «Ecorces» الصادرة عن منشورات «البرزخ» ملحمة عائلية تمتزج فيها حكايات لنساء جريئات وحكايات ومسارات رجال يعانون من تسلط أمهات متوارث. حيث تروي الرواية في 276 صفحة حيوات مترابطة على مدى 47 أجيال، تعيش في اختلاط لا يطاق، وتدور تلك الأحداث على خلفية محطات من تاريخ الجزائر.ومن بين شخوص الرواية ، الطالب المتفوق في الرياضيات «نور» (23 سنة)، والذي يعيش في شقة صغيرة جدا مع والدته مريم وجدته فاطمة وجدة والده باية.، حيث أنه في هذا الفضاء النسوي توجد الجدة « باية التي تبلغ من العمر 95 سنة ، وهي امرأة شجاعة تحدت الممنوعات وعادات زمنها، من أجل التحرر وأيضا من أجل راحة ابنها الوحيد،وقد نقلت العجوز ذاكرة العائلة لحفيدها الذي يحاول التفتح على العالم وعلى الحياة والحب. وأصرت باية حين كانت أما شابة تخلى عنها زوجها أن تقوم على تربية ابنها هارون بمفردها ، فرحلت من قسنطينة إلى سطيف، واشتغلت لدى أسرة معمرة ، وبقيت تعمل إلى تاريخ وقوع مجازر 8 ماي 1945. ، لتهرب في تلك الظروف المأساوية إلى مكان آخر، أين تعثر على عمل في إحدى ورشات تصبير سمك السردين وتتمادى في هروبها إلى حد تسجيل ابنها في المدرسة باسم «فانسون» لحمايته، وفي سن ال20 التحق هارون بصفوف المجاهدين مع بداية الحرب التحريرية دون علم والدته، لكنه أوقف من قبل قوات الاستعمار الفرنسي لتورطه في اغتيال رئيس بلدية.وكانت « باية «في تلك الفترة قد اختارت زوجة لابنها وأيضا المهنة التي سيمتهنها لاحقا وهي النجارة، كما منعته من الحديث في حضرة الآخرين لتوهمهم بأنه فقد لسانه أثناء تعذيبه من قبل قوات الاحتلال. وبعد 20 سنة يحاول كمال ابن هارون وحفيد باية الذي قررت جدته أن يعمل أيضا في النجارة التحرر والخروج من الطوق العائلي، ليعيش شهرين من الحب الممنوع في نظر أمه، لكن « باية» بسيطرتها المُحكمة أجبرته على الخضوع، لينعزل هارون وابنه كمال في ورشة النجارة وأصبحا شبحين ليس بمقدرتهما اتخاذ أي قرار يتعلق بمصيرهما. وبعد أن مُنع كمال من الزواج بالفتاة التي كان يحبها ، تمكن في النهاية من تكوين أسرة وسعد بقدوم مولوده «نور»، لكن الفرحة لم تدم طويلا بعد اكتشاف الشرطة سلاحا أخفاه من كان يعتقد أنهم أصدقاء.وبدأ نور الذي تربى وسط هذا المحيط الخانق بتفكيك خيوط هذه الملحمة التي تحمل الكثير من الأمور المسكوت عنها، والتي تفجرت عندما قرر التخلص من قبضة هذه العائلة التي صنعت فشل أبائه.