دعا رئيس المجلس الاعلى للغة العربية صالح بلعيد اليوم الاربعاء بالجزائر العاصمة الى "عصرنة" الكتاتيب القرآنية لما لها من دور بارز في الحفاظ على الهوية الوطنية . واوضح السيد بلعيد في افتتاح اشغال ملتقى وطني حول "الكتاتيب ودورها في الرفاه اللغوي", نظم بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة الام, بان الكتاتيب من "المؤسسات القديمة في المجتمع كان ولايزال لها دور كبير في تحفيظ القرآن وتعليم مبادئ واسس الدين الاسلامي واللغة العربية والمحافظة على الشخصية الوطنية" داعيا في هذا الاطار إلى عصرنة ورقمنة الكتاتيب والانتقال من اللوحة التقليدية الى اللوحة الرقمية. كما دعا الى احداث تغيير في المنهاج التدريسي والبيداغوجي والوسائل في الكتاتيب القرآنية مشيرا الى انه بالرغم من الوسائل البسيطة التي تتوفر عليها, الا ان "الطريقة التربوية التعليمية فيها عرفت نجاحا كبيرا وساهمت في تخرج علماء اجلاء". وبدوره اكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم بان الكتاتيب القرآنية هي "الحضن الدافئ للناشئة في صقل اللسان وتنمية مداركه وملاكات اللغة والعقل" غير انها مطالبة بالانفتاح على عالم اليوم ". اما ممثل وزارة التربية الاستاذ بن سالم فقد كشف بانه بان الوزارة الوصية ستقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية بالكتاتيب بإيجاد مدونه علمية" معتبرا الكتاتيب "اللبنة الاولى" التحصيلية للتلميذ وداعمة لشخصه. وقال ممثل وزارة الشؤون الدينية والاوقاف محمد عزوق بان الكتاتيب القرآنية ارتبطت بالذاكرة الوطنية وهي مرحلة يعتني بها جميع الاولياء تحدوهم الرغبة بان تكون اولى خطوات ابنائهم بهدة المؤسسة لتعلم المبادئ الاولى للكتابة بالعربية وحفظ قسط من القران. وبعد ان اشاد بما حققته الكتاتيب من نجاحات في مجال التعليم والتربية, اوضح بان انتشارها عبر الوطن يعود إلى مرونتها وبساطتها في الانشاء مضيفا بان وزارة الشؤون الدينية والاوقاف قد جمعت كل التراكمات المعرفية واحصت ورصدت الواقع الخاص بالكتاتيب في ملتقى عقد في غرداية توج بمدونة تنظيمية وقانونية وبيداغوجية. للإشارة تتواصل فعاليات الملتقى غدا الخميس بتقديم جملة من المحاضرات لأساتذة وباحثين من مختلف الجامعات للخروج بتوصيات ترفع للجهات المعنية.