خرج «ملتقى التعليم القرآني بين تراث الزوايا والطرق التعليمية الحديثة « المنظم بسكيكدة، بعدة توصيات هامة، رفعت إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، تمثلت في ضرورة الاستفادة من مناهج التعليم العتيق بالزوايا في التعليم القرآني، تأسيس المدارس القرآنية للتكوين القرآني والإشعاع التربوي للمنطقة والاستفادة من الطرق الحديثة تماشيا مع العصر ومتطلباته، بالإضافة إلى الاعتناء بالرسم القرآني وضبطه وإقامة دورات وورشات تدريبية وتعليمية للمشتغلين بالتعليم القرآني إلى جانب جمع النصوص القرآنية من التراث المتناثر بالزوايا الجزائرية وإخراجها للتداول مع توضيح مناهج الإجازة وضوابطها وأنواعها. وحثت لجنة التوصيات على الاهتمام بطبع الملتقيات، ووضعها في أقراص مضغوطة للتداول، والاستفادة منها، وتثمين إقامة ملتقيات علمية بصفة دائمة، كما دعت اللجنة إلى ترسيم هذا الملتقى، وهو الالتماس الذي رفعه مدير الشؤون الدينية والأوقاف للولاية. أكد بومدين بوزيد، ممثل وزارة الشؤون الدينية، ومدير الثقافة الإسلامية على هامش «ملتقى التعليم القرآني بين تراث الزوايا والطرق التعليمية الحديثة»، المنظم بقصر الثقافة مؤخرا في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وضمن فعاليات الأسبوع الوطني السابع عشر للقرآن الكريم، على أهمية الحفاظ على الهوية الجزائرية، متحدثا عن رمزية القرآن باعتباره الدعامة الأساسية التي كونت هوية الشعب الجزائري، وكانت بادية إبان ثورة التحرير وكان ذلك سلاح وقوة جمعية العلماء المسلمين، إذ ذاك، عندما حاول المستعمر طمسها، مشيرا إلى الدور الكبير للزوايا على أساس أنها كانت المكان الذي ساعد الجزائريين على تعلم القرآن وأحكام الدين والسيرة النبوية الشريفة وذاك هو التراث الذي وجب الحفاظ عليه من طرف الجيل الحالي، وقال في هذا الصدد: «لا نريد هدم الزوايا بل نريد إصلاحها». وألح نفس المتدخل «على ضرورة وواجب التصدي للأزمات والابتعاد عن الطائفية ونبذ الفرقة من أجل عدم الوقوع في الأزمات الدينية التي يشهدها العالم». من جانبه، فوزي بن حسين، والي الولاية، دعا إلى المحافظة على التراث الإسلامي عن طريق تعليم مبادئ الدين الحنيف وبعث السيرة النبوية الشريفة، وفق منظومة هادفة ومضبوطة، سيما وأن هذا الاهتمام صادر عن السلطات العليا للبلاد. كما تداول العديد من الباحثين والدكاترة من مختلف جامعات الوطن على تقديم محاضرات بالملتقى عن طريق ثلاث جلسات رئيسة، أدارها كل من رئيس المجلس العلمي بسكيكدة، الإمام بلقاسم قراري، مترئسا الجلسة التي حملت عنوان: «المناهج والطرق الحديثة في تحفيظ القرآن الكريم»، الدكتور رمضان يخلف من ولاية قسنطينة، ترأس جلسة بعنوان: مناهج الزوايا في تحفيظ القرآن الكريم بالجزائر والإمام الأستاذ محمد حمروش في رئاسة الجلسة الثالثة بعنوان: الإجازة القرآنية بين الوسيلة والغاية، وتمحورت المداخلات حول التعليم القرآني بالزوايا وضرورة الانفتاح، المدارس القرآنية بالجزائر تاريخ زاهر، من لطائف الرسم والضبط القرآني، الطرق البيداغوجية في التعليم القرآني، منهج التحفيظ والتعليم القرآني، نماذج في كيفية تحفيظ القرآن الكريم، آليات الإقراء ودورها في تحصيل الإجازة القرآنية، الإجازة والإسناد وضوابطها، وأخيرا تم عرض تجربة رائدة في التعليم القرآني.